فشل عسكري متواصل لقوات حفتر يربك حسابات داعميه

مع دخول الحرب على طرابلس شهرها الثامن متجاوزة 215 يوما؛ تثبت الوقائع على الأرض أن حفتر لم يحقق نصرا خاطفا بحسم المعركة كما وعد مؤيديه وداعميه رغم دعمه سياسيا وعسكريا؛ ولاتزال قواته تراوح مكانها عند أسوار العاصمة.

هدوء مستمر
وتبدو حالة الهدوء الحذر هي السمة الأبرز منذ أيام للمشهد العسكري في مختلف محاور القتال؛ مع وجود اشتباكات متقطعة هنا وهناك وفق ما ذهب إليه آمر غرفة العمليات الميدانية بعملية بركان الغضب اللواء أحمد بوشحمة، مؤكدا أيضا محافظة قواتهم على جميع تمركزاتها وأن الأوضاع تحت السيطرة، على حد قوله.

وكان الناطق باسم الجيش “محمد قنونو” قد أكد في وقت سابق، استعادة قواتهم السيطرة على عدد من المواقع في محيط معسكر اليرموك إلى جانب السيطرة على أربع شوارع النهر وعمارة العظم بخلة الفرجان.

وتمكنت قوات عملية بركان الغضب من الوصول إلى ما بعد ما يعرف بعمارة الياجور التي كان يستغلها قناصة من مسلحي حفتر، وفق ما صرح به القيادي في عملية بركان الغضب ناصر عمار لليبيا الأحرار.

فشل عسكري متواصل
وتأتي حالة الهدوء الحذر بعد تعزيز قوات الوفاق تمركزاتها في محور سوق الخميس قرب مصنع الإسمنت؛ واستعادتها لعدد من المواقع في محاور مختلفة، في أعقاب هجوم شنه مسلحو حفتر كان عنوانه الفشل، وعدم القدرة على تحقيق أي اختراق قد يكسبها نصرا حتى وإن كان مرحليا.

وباتت ملامح العجز واضحة لدى قوات حفتر حيث بدأت هذه القوات منذ أشهر بالاستعانة بمرتزقة تابعين لشركة فاغنر حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مؤخرا، وصول نحو 200 مقاتل روسي بينهم قناصة لدعم قوات حفتر، في محاور القتال بطرابلس.

ويعتمد حفتر بشكل كبير في أغلب حروبه التي خاضها في مناطق عدة على مرتزقة أجانب، حيث سبق له أن استعان في بداية حربه بمرتزقة من المعارضة التشادية وقوات الجنجويد ،حيث أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي برئاسة الأركان العامة العميد ناصر القائد، في تصريح سابق أن نسبة مشاركة المرتزقة في صفوف قوات حفتر تتجاوز نصف عدد مسلحيه في محاور القتال وفق قوله.

تكتيك جديد
الوضع الذي باتت تمر به قوات حفتر جعل قادتها وفق مراقبين تغير من تكتيكاتها العسكرية بتحويل مسار الحرب من الأرض إلى الجو، عبر تكثيف الغارات على مختلف الجبهات وفي أماكن مختلفة من طرابلس بينها مبان حكومية ومستشفيات ميدانية وأحياء مكتظة بالسكان، دفع ثمنها في كثير من الأحيان مدنيون عزل.

ويقول خبراء عسكريون إن الاعتماد بشكل كبير على العمليات الجوية من قبل حفتر في حربه على طرابلس لن يساهم لوحده في حسم المعركة، نظرا لضعف القدرة القتالية لمسلحيه في مختلف محاور القتال وعدم قدرتها على استغلال هذا العامل لإحراز اختراق حقيقي على الأرض.

وفي تعويض منهم لخسائر يشن مسلحو حفتر ضربات جوية ويطلقون عددا من قذائف الغراد العشوائية على منطقتي صلاح الدين والهضبة البدري ومخزن للأدوية بمنطقة عين زارة، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة