الأوضاع الأمنية في بنغازي خطط تتكرر وفشل يتواصل

جددت مديرية أمن بنغازي حديثها عن الشروع في وضع خطة جديدة لمواجهة استمرار الخروقات الأمنية في المدينة والتخوف من أي طارئ، وقالت الوزارة إن خططها الجديدة تأتي من أجل مواجهة أي تحركات مشبوهة والتعامل معها قبل تطورها عبر تكثيف الحملات التفتيشية ورفع درجة الاستعداد القصوى والتشديد على وجود جميع الأجهزة الأمنية.

استمرار حالة الطوارئ

وعلى الرغم من استمرار حالة الطوارئ في مدينة بنغازي المعلنة منذ 20 ديسمبر الماضي، إلا أن أحداث يوليو الجاري التي توالت إثر التفجيرات الإرهابية في مقبرة الهواري خلال جنازة عسكرية لم تغب عنها الشخصيات القيادية في المدينة كشفت ضعف المنظومة الأمنية وهشاشة الوضع الأمني في المدينة التي يسوق لها الإعلام المؤيد لحفتر على أنها نموذج للاستقرار.

أجهزة أمنية بدون صلاحيات

عقب التفجيرات المدوية وتداول الأنباء عن دخول سيارات إلى المقبرة أثناء الجنازة دون المرور على التفتيش الأمني ومسارعة حفتر إلى تكليف أتباعه من العسكر بالتحقيق مع قادة الأجهزة الأمنية في المدينة بما يوحي بأنهم متهمون حتى تثبت براءتهم وعدم إتاحة الوقت للمديرية لفتح تحقيق في الحادثة وهو ما أثار التساؤلات عن دور المديرية والأجهزة الأمنية في بنغازي ومدى الصلاحيات الممنوحة لها من الحاكم الحقيقي للمدينة خليفة حفتر.

جثث ومشاجرات عنيفة

الجثث الملقاة في الأماكن الخالية دون الكشف عن الفاعلين مظهر عاد للواجهة في بنغازي وضواحيها خلال الفترة الماضية، كما أن الرصاص الطائش لا يزال يحول أفراح بعض العائلات إلى مآتم نتيجة فوضى السلاح، أما المشاجرات التي تنتهي إلى مستشفى الجلاء للحوادث والجراحة وسط بنغازي فهي خانة ثابتة في تقارير المستشفى اليومية؛ كل هذه الأمور ليست على كل تقدير علامات على استقرار أمني أو أوضاع مطمئنة في المدينة الأكبر شرق البلاد.

اختطاف النائبة سرقيوة

وبعد أقل من أسبوع عن هذه التفجيرات وبالتحديد في 17 يوليو الجاري اختطفت النائبة سهام سرقيوة من وسط بيتها في مدينة بنغازي تحت تهديد السلاح فقط لأنها ليست من مؤيدي الحرب على طرابلس وليست من المتحمسين لعملية الكرامة بحسب مراقبين وهو ما يلقي الضوء على أسباب الخوف المسيطر على أهل المدينة وعدم قدرتهم على التعبير عن آرائهم خشية أن يلقوا مصير من تجرؤوا على الكلام.

أبناء حفتر واختفاء سهام سرقيوة

شبكة “سي إن إن” الأمريكية كشفت في تقرير لها أن مسلحين من اللواء 106 التابع لأحد أبناء حفتر هم من اختطفوا عضو مجلس النواب سهام سرقيوة بعد أن هاجموا بيتها وأطلقوا النار على زوجها واعتدوا على ابنها؛ في غياب كامل لمديرية الأمن وسياراتهم التي تضئ بأضوائها البراقة شوارع المدينة الغارقة في الظلام؛ حيث اكتفى مكتب الإعلام الأمني بمديرية بنغازي فقط بنفي وجود النائبة سهام سرقيوة لدى أي قسم أو مركز تابع لمديرية الأمن؛ بحسب موقع المديرية.

داخلية المؤقتة

مصادر من وزارة داخلية المؤقتة التي لم يعد لها حضور يذكر في وجود المسلحين المقربين من العائلة الحاكمة؛ قالت لبعض من سألهم عن مصير النائبة سرقيوة : إنهم تلقوا بلاغا بعد منتصف الليل عن تعرض بيت النائبة سهام سرقيوة لهجوم مسلح؛ وعقب وصول دورية الشرطة إلى المكان ووجهت بإطلاق نار من داخل البيت تلاه خروج مسلحين غادروا المكان مسرعين !!!

الانتهاكات المتواصلة واختطاف الشخصيات والمشاجرات العنيفة وهيمنة المسلحين التابعين لأبناء حفتر على المشهد وتجريد مديرية أمن المدينة والأجهزة الشرطية في المدينة من كافة الصلاحيات؛ يؤكد بحسب مراقبين فشل عملية الكرامة في تحقيق أدنى درجة من الاستقرار الأمني ما أفقد الجهاز الشرطي بالمدينة ثقة الشارع.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة