الثورة العميقة .. التفكير في “التحول”!

الصوت الفخم القادم من تأمل طويل لتضاريس المجريات يقول: إن قيادات الثورة الضحلة بالتحالف مع الدولة العميقة هم من يحكمون ليبيا الآن ! ، و يواصل بحذر مشيرا إلى إمكانية العثور على حوادث “سسرلك” ملقاة على الطريق بكل سهولة بمجرد البحث عن أيادي الدولة العميقة القذرة و لكن ماهي الثورة الضحلة ؟

تمتد جذور “الدولة العميقة” في الماضي و ربما نلاحظ أن ملامحها تغذت على أعطاب النظام السابق و الخلل الجوهري في منظومته الذهنية قبل التباين التنفيذي و الحقائق المترسبة خلفها ، أما جراثيم “الثورة الضحلة” فقد برزوا بعد هطول ثمار انتفاضة السابع عشر من فبراير و نموا في صفحتها و داخل أركانها الرخوة ، إنهم ” فبرايريون” وفق لائحة التصنيف الساذج الذي تروجه أفواه التشويش الماكرة ، لكي نزيل الغبش سأضع خطا تحت “إن الفساد عابر للتصنيفات، تلك الشبكة العفنة لا تنتمي لشيء إلا الشر المطلق ، هو ينسل من الشقوق و يدكنها” .

على هذا المنوال نستطيع البوح بأن “الدولة العميقة ليست “جماهيرية” أيضا في حقيقتها و “الثورة الضحلة ” ليست “فبرايرية” بالطبع ، الظلام يحب الكمون في ثغرات المنظومة ليغتال طموحات الجميع حرفيا سواء كانوا شموليين أو ديمقراطيين ، أو من شرائح مغايره ، الشر سينهش المسيرة من عنقها دائما ساعيا إلى السلطة بعيدا عن أي عقلانية أو اعتبارات أخلاقية حاصدا منافعه التي تسمم أرواح المستقبل و التاريخ حتى تسقط في هوة بلا قعر .

بعد قضاء عصابة الدولة العميقة على محاولات النظام السابق للتغيير و هبوب عاصفة الربيع مقتلعة معظم قيادات الدولة الضحلة عدا “سيف الإسلام” استمرت في ممارسة الشعوذة و تحول هؤلاء من أعداء لنجل القذافي إلى دعاة له و أصبحوا كهنة لدين المنقذ الوحيد و الباب إلى “راقص التعري ” كما انحازوا إلى أي مشروع سلطوي ، ستجدهم بين صفوف “الكرامة” و مع “الفجر ” و بين الانفصاليين و مع الفدراليين و ضمن الحزبيين و داخل السلفيين و في مسالك الإخوان و سترى ظلالهم أينما وليت سيرك .

إنهم ثلة متعدية للأزمان و الأيدولوجيات تسمى “الثورة الضحلة” لأنها ضد صواب الثورة و تسمى “الدولة العميقة” لأنها ضد الدولة الحقه ، تقابلها في ساحة المعركة ثلة مبعثرة لم تتحالف مع نفسها بعد أطلق على شظاياها اسم ” الثورة العميقة ” لأنهم القابضون على الصحيح من الأفكار و الأفعال ، و اسم ” الدولة الضحلة ” لأن مصير الوطن يتعلق بأستار قدرتهم على تقرير “السلامة” .

أخفقت الدولة الضحلة سابقا و فشلت الثورة العميقة لاحقا و لكن الحرب مازالت مستمرة !

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي القناة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

الكاتب
شاعر و كاتب و صحفي و مؤلف ليبي أسس و ساهم في تأسيس عدد من و الوحدات و الاقسام و الادارات…
Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة