ليبيا مخرج بوتين من “فيتنام الأوكرانية”.. مجلة أمريكية تقرأ مواقف موسكو

أمهر دبلوماسيي موسكو في ليبيا

تعرف المجلة الأمريكية “ذا ناشونال إنترست”، السفير الجديد لروسيا المعين في ليبيا أواخر ديسمبر الماضي “أيدار رشيدوفيتش أغانين” بأنه أحد أفضل المستعربين في روسيا مع خبرة عمل في الأردن والعراق وفلسطين والولايات المتحدة.

وتضيف المجلة نصف الشهرية، أن أغانين أحد مستشاري “فلاديمير بوتين” المقربين في شؤون الشرق الأوسط في إدارة تخطيط السياسة بوزارة الخارجية الروسية، وأنه أدار من عام 2007 إلى عام 2011 النسخة العربية لقناة روسيا اليوم، التي تعد واحدة من أكثر المنافذ الإخبارية تأثيرًا في العالم العربي، حسب المجلة.

ما معنى إرسال “أغانين” إلى طرابلس؟

ويقول موقع ذا ناشونال إنترست، إن رجل بوتين في طرابلس موجود هناك لسبب وجيه، ففي الوقت الذي تحتاج فيه روسيا إلى جميع أنواع الدعم وهي تشن حربها في أوكرانيا، فإن قرار إرسال أحد أفضل الخبراء الإقليميين في روسيا إلى ليبيا – البلد الذي يعتبره الغرب بوضوح منطقة راكدة – يحمل الكثير من المعاني.

وبينما يواصل الدبلوماسيون الغربيون الحديث الفارغ عن “انتخابات” أو “تسوية دستورية” أو أي وعود غامضة أخرى، فإن لدى روسيا فرصة، ويعتبر تعيين أغانين علامة على أن روسيا تخطط لاستغلالها، وعلى الغرب أن يتوخى الحذر.

حان وقت السداد

ويقول الموقع إنه بينما يراقب العالم الحرب في أوكرانيا، تبحث روسيا في بقية العالم عن نقاط الضعف، وفي ليبيا، يدين الكثير من السياسيين الليبيين بحياتهم وحياتهم المهنية للأسلحة الروسية والمرتزقة الروس ومن الصعب بعد مساعدة كهذه أن يجري استبعاد موسكو، وبوتين يعلم أن “الوقت حان الآن لسداد تلك الديون”.

ليبيا مخرج بوتين من “فيتنام الأوكرانية”

ويقول الموقع إن السبيل الوحيد أمام بوتين للخروج من “فيتنام الأوكرانية” هو إجبار الغرب على منع الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” من محاولة تحقيق نصر كامل، ولفعل ذلك، يمكنه استخدام الميزة الغربية الأكبر ضدها؛ الديموقراطية.

ويردف الموقع قائلا إن ليبيا هي مثال لدولة لا تزال معلقة ويستطيع بوتين استخدام ذلك، فهي لاتزال بدون حكومة وبدون دستور وبدون سيادة القانون ومليئة بالميليشيات المأجورة، لذلك، يمكن أن تصبح ليبيا بسرعة مصدر إزعاج للغرب، بحسب وصف الموقع.

سفير روسيا.. قادر على ماذا؟

ويواصل الموقع أنه “في حين أن أمراء الحرب في ليبيا راضون عن الرشاوى التي يتلقونها اليوم، فيمكن لدبلوماسي ماهر مثل أغانين، بدون منافسة من نظرائه الغربيين، تغيير ذلك بسرعة كبيرة”.

ويقول الموقع إنه بالنسبة إلى أغانين الذي يتطلع إلى جعل حياة أوروبا أكثر بؤسًا، فإن ليبيا هي أرض الفرص، “فبوتين أرسل يد ماهرة لقطف الفاكهة الناضجة.”

وتابع أنه يمكن لأغانين أن يطلب بسهولة من أي ميليشيا أن تحاصر أو تخرب ضخ النفط، وتحرم الغرب من مئات الآلاف من البراميل ويمكن أن يطلب تخريب خطوط أنابيب الغاز.

ويمكنه وفق الموقع، استخدام ميله الواضح للغة العربية ومعرفته العميقة بالثقافة العربية، التي يفتقر إليها نظراؤه الغربيون أيضًا، لجذب القبائل الليبية للاعتقاد بأن روسيا ستخدمهم بشكل أفضل.

وزاد موقع ذا ناشونال إنترست أن السفير الجديد يمكنه العمل مع أي مليشيا لمحاولة إجبار المهاجرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا على التوجه نحو أوروبا بشكل جماعي، وفي “حالة أكثر تطرفًا يمكن لأغانين العمل مع أحد رجال ليبيا السياسيين الأقوياء لمحاولة إجبار البلاد على العودة إلى الحرب الأهلية.”

كما أنه يعمل لصالح روسيا في بقية أفريقيا، مما يمنح روسيا نوعا من النفوذ في منطقة الساحل بالإضافة إلى المزيد من النفوذ في مصر.

كيف يمكن للغرب أن يرد؟

يتساءل الموقع ويجيب أنه في الحقيقة لا يمكن للغرب الرد، فهو يتطلب التفكير بجدية في كيفية إنهاء عقد من البؤس السياسي في ليبيا وإرسال دبلوماسيين ماهرين يمكنهم التعامل مع زعماء القبائل وبناء إجماع ليبي.

و”لفعل ذلك، يجب على الغرب الاستعداد لاستخدام جزء فقط من قوته الاقتصادية والسياسية الهائلة لتهديد رجال ليبيا الأقوياء”، بحسب الموقع.

ويختم أنه عندما يتوقف النفط عن التدفق مرة أخرى -وهذا سوف يحدث- لا ينبغي أن يلوم الغرب أغانين، لكن يمكنهم إلقاء اللوم على أنفسهم فقط إذا لم يتحركوا الآن.

روسيا لا يناسبها هدوء ليبيا

وتظهر اليوم ليبيا بعض الأحيان، حسب الموقع، في الأخبار الغربية، وفي معظم الأحيان لا تظهر ليبيا في الأخبار الغربية إلا إذا جرى إيقاف تدفقات النفط الليبي، وعندها يتذكر الغرب وجودها.

ووفقا للموقع، فبعد محاولة فاترة لإنشاء ديموقراطية بعد ثورة فبراير، شهدت ليبيا حربًا أهلية ثانية، ولم يستطع الغرب أن يقرر ما هو النهج الذي يجب اتباعه.

ويضيف الموقع أنه “بعد محاولة فاشلة أخرى لفرض ديكتاتور جديد -خليفة حفتر- على ليبيا، توقف الغرب عن المحاولة لإنشاء الديمقراطية، وقد حاول الغرب الحفاظ على هذا الوضع الراهن منذ ذلك الحين، لكن روسيا ليس لديها مصلحة في الهدوء”.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة