تقرير.. تغيرات متسارعة منذ جلسة النواب، وغموض في المواقف الدولية

تشهد الساحة السياسية في ليبيا تطورات متسارعة منذ تكليف مجلس النواب لفتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، وتضمين خارطة الطريق التي توصل إليها مجلسا النواب والأعلى للدولة في التعديل الدستوري الثاني عشر، لتبدأ ردود فعل مختلف الأطراف تظهر شيئا فشيئا

ترحيب من الرئاسي بتوافق النواب والدولة
في أول رد فعل للمجلس الرئاسي، رحب رئيسه محمد المنفي خلال لقائه رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري بالتقارب بين مجلسي النواب والدولة.

وأكد المنفي دعم خارطة الطريق والحفاظ على الزخم الشعبي لإجراء الانتخابات على أسس دستورية صحيحة لعبور المرحلة الانتقالية.

خطة جديدة للانتخابات
وفي إطار مواكبته للتطورات السياسية، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، عن لجنة وزارية برئاسة وزير العدل لاختيار فريق وطني مستقل لوضع خطة للانتخابات ستعرض نهاية الأسبوع.

وأوضح الدبيبة أن قطار الانتخابات قد انطلق ولن يسمح بتمرير مؤامرة التمديد مرة أخرى، مشيرا إلى عدم الرجوع للوراء حتى الوصول إلى محطة الانتخابات.

وأشار الدبيبة إلى عدم الرهان على المستقبل لمن عطلوا العملية الانتخابية الذين لايهمهم سوى التمديد لأنفسهم، بحسب وصفه.

حكومة بمشاركة سياسية فاعلة
من جانبه، كشف رئيس الحكومة المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا عن بدء مشاوراته لتشكيل حكومة مع مختلف الأطراف والمناطق الليبية.

وبين باشاغا أن المشاورات الحالية لتشكيل حكومة ستضمن المشاركة السياسية الفاعلة من جميع الأطراف، مؤكدا تقديم تشكيلته الحكومية لمجلس النواب في الزمن المحدد لنيل الثقة.

وتابع باشاغا أن عملية التسليم والاستلام ستتم وفق الطرق السليمة، قائلا “إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة شخصية مدنية ومحترمة ويرفض الحروب وهم مقتنعون أنه ينادي بالتداول السلمي على السلطة”.

قرارات غير نهائية
ووصف المجلس الأعلى للدولة التعديل الدستوري الثاني عشر الصادر عن مجلس النواب وتغيير رئيس الوزراء بأنها قرارات غير نهائية وعليها ملاحظات.

وأردف الأعلى للدولة أن قرار المجلس حول هذه القرارات سيكون خلال جلسة رسمية وبشفافية كاملة بعيدا عن أي مكاسب سياسية ومصالح ضيقة.

الحفاظ على الاستقرار في طرابلس
وعقب لقائها بشكل منفصل مع الدبيبة وباشاغا، شددت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد، وأنه يتوجب مواصلة التركيز على إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة في أقرب وقت ممكن.

وأكدت وليامز أهمية أن تعمل جميع الأطراف الفاعلة والمؤسسات ضمن الإطار السياسي وأن تحافظ، قبل كل شيء، على الهدوء على الأرض من أجل وحدة ليبيا واستقرارها.

من جانبه أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أنهم يواصلون حث جميع القادة الليبيين على التهدئة وخفض التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف، مشددا على عدم إغفال إرادة غالبية الشعب الليبي الذين يرغبون في اختيار قيادتهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

تفاعل روسي
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن اختيار مجلس النواب لرئيس حكومة جديد يجب أن يحترم.

وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان لها أن موسكو تأمل في أن تتمكن الحكومة الجديدة من توحيد الليبيين وإعداد البلاد لإجراء الانتخابات.

وتابعت الخارجية الروسية أنه يجب ألا تؤدي الخلافات القائمة بين الليبيين إلى صراع، بل أن يتم حلها من خلال المفاوضات والتسويات.

وتبقى الساحة السياسية في ليبيا رهينة تغيرات الأطراف السياسية المتسارعة إلى جانب غموض المواقف الدولية إزاء التغيرات الأخيرة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة