حفتر يوجه سهام إعلامه على بني وليد

ما إن بدأ حفتر يترنح على وقع ضربات عاصفة السلام وما إن أصبحت ملامح هزيمته وفشل عدوانه على طرابلس تتضح للقاصي والداني وبعد أن بدأ الخناق يضيق على آخر معاقل مليشياته ومرتزقته في ترهونة حتى تحول للبحث عن بدائل يائسة تمثل أبرزها في محاولات جر مدينة بني وليد وتوريطها في أتون حرب عبثية وخاسرة كان لبني وليد منها موقف المحايد المصلح منذ اليوم الأول برغم محاولات إعلام حفتر التي لم تتوقف عن بث الفتن في بني وليد وخلخلة الانسجام الاجتماعي في المدينة.

بني وليد ترفض الحرب
رفض بني وليد للحروب وموقف حكماء وشيوخ قبائل ورفلة الساعي لإطفاء نيران الحروب تجلى بوضوح عندما لعب مشايخ بني وليد وعلى رأسهم الشيخ محمد البرغوثي الدور الأساسي في إيقاف عدوان مليشيات الكاني الثاني على طرابلس مطلع عام 2019 دورا شهدت له وثمنته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونادت أطراف داخلية وخارجية عديدة للاحتذاء بموقف قبائل ورفلة ودعم جهودهم الدافعة للسلام والداعية للحوار والمصالحة الشاملة.

محاولات انقلاب الثني
موقف ورفلة الاجتماعي المنسجم مع محيطها والمتقارب مع جيرانها لم يختلف عن موقفها الرسمي المتمثل في مجلسها البلدي المنتخب الذي كان على الدوام يتعامل مع حكومة الوفاق بوصفها الجسم الناتج عن حوار سياسي معترف به دوليا في الوقت الذي واجه فيه المجلس وعميده المنتخب سالم النوير محاولات حكومة الثني للانقلاب عليه وعرقلة دوره الخدمي بتشكيل لجنة تسييرية تابعة لحفتر بهدف إقحام المدينة في جوقة الحرب وجرها لمشروع حفتر المدمر.

تقصير حكومة الوفاق
حساسية موقف بني وليد بتركيبتها الاجتماعية الدافعة للمصالحة وموقفها التاريخي من حفتر ورؤيتها الخاصة لطبيعة معالجة الصراعات في ليبيا منذ اندلاع الثورة في 2011 عوامل تفرض على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التحرك بشكل عاجل لقطع الطريق على محاولات حفتر إغراق المدينة في حربه الخاسرة من جهة والإسراع في تقديم حق بني وليد في الدعم اللازم للمدينة خاصة في مواجهة جائحة كورونا ووضع حلول سريعة لنقص السلع والمواد الأساسية في أقرب الآجال.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة