السراج والكبير.. أخذ ورد بشأن إدارة الأزمة ماليا

قال محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير إنه قدم اللازم لمواجهة وباء كورونا ونفذ كافة المطالبات المالية الواردة إليه بالخصوص، وذلك ردا على دعوة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، لتوحيد المصرف المركزي والترفع عن الخلافات لمواجهة فايروس كورونا في ظل إغلاق حفتر للنفط.

طبيعة خلافات “السراج والكبير”
وبحسب مراقبين فإن الأخذ والرد بين السراج والكبير أظهر خلافات على السطح بينهما، حول إدارة الأزمة المالية والسياسة النقدية، رغم تقاربهما في الردود نفسها حول توحيد المصرف المركزي المنقسم منذ سنوات.

عدم التفاهم، كشفه السراج في طلبه توحيد المصرف المركزي، عندما دعا إلى الارتفاع فوق الخلافات وضرورة أن يستعيد المصرف مجتمعا مهامه، وإنهاء حالة الانفراد بالقرار والسيطرة الأحادية على السياسة النقدية، معللا موقفه بإيقاف -ودون سابق إنذار أو إخطار- منظومات المقاصة والتحويلات؛ والتأخر في تنفيذ صرف المرتبات المحالة إليه شهرا بشهر من وزارة المالية، حسب قوله.

رد الكبير
وسرعان ما رد الصديق الكبير على طلب السراج الذي عده منفردا، بقوله، إن المصرف نفذ مرتبات الأشهر الثلاثة الماضية فور اعتماد الترتيبات المالية في منتصف الشهر الماضي، والتي سبق وطالب بإعدادها منذ سبتمبر من العام الماضي لتعتمد قبل نهايته، وفق قوله.

وعن سبب إيقاف بيع النقد الأجنبي مؤقتا، أرجع الكبير موقفه إلى حالة الضرورة القصوى بسبب توقف إنتاج النفط وتصديره، وضمانا لتحقيق الاستدامة المالية أمام الطلب على النقد الأجنبي المبالغ فيه لأغراض المضاربة والتربح، وفق تعبيره.

منظومة بنغازي
ورغم عدم تسمية السراج منظومة فرع المركزي ببنغازي في حديثه عن إغلاق الكبير للمنظومة، خص الأخير في رده الحديث عن إقفال منظومة بنغازي الذي عده إجراء احترازيا سببه قيام نائب المحافظ بالمصرف الموازي، بقرصنة بعض الحسابات المصرفية لجهات عامة خارج إطار القانون، وفق قوله، دون أن يفهم الربط بينهما.

تحديات توحيد المركزي
ومع ذلك لاقى تجديد السراج طلبه بتوحيد المصرف المركزي واجتماع كامل أعضائه ودعوته البعثة الأممية لتقديم المساندة الفنية وتيسير الاجتماع، لاقى قبول الكبير الذي أكد أنه أول من بادر بالطلب بعد إجراء التدقيق والمراجعة على أعمال المركزي والموازي له.

ولتعدد أشكال الخلافات وحاجة توحيد المركزي لمراجعة، يرى مراقبون أن التقارب بينهما لا يمكن تحقيقه على عجل لإدارة هذه الأزمة الحالية، لاسيما مع إصرار الحبري على وضع العدوان على طرابلس في أولويات صرف ميزانيته وفق إعلانه، مقابل شرط “الكبير” مراجعة وتدقيق أعمال المركزي والموازي له تنفيذا لمبدأ المحاسبة والشفافية.

فيما دعا مراقبون مصرفيون آخرون إلى ضرورة إيلاء الظروف القاهرة حاليا الأولوية في معالجتها ما دام الطرفان “السراج والكبير” يؤكدان سعيهما لذلك بعيدا عن تناقض تصريحاتهما ونزاعات جميع الأطراف التي أثقلت كاهل المواطن.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة