انهيار العملية السياسية، وقتل المدنيين وتشريدهم، حصيلة عام من عدوان حفتر

دخل عدوان حفتر على العاصمة طرابلس يومه 365، وكان حصاده إزهاق أرواح المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال وتشريد عشرات الآلاف من العائلات دون تحقيق تقدمات استراتيجية على الأرض.

انهيار العملية السياسية
ففي ممثل هذه الأيام وقبل عام مضى، وبينما كان الليبيون ينتظرون بشغف المؤتمر الوطني الجامع الذي أمل كثيرون أن ينهي حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي؛ باغت المهووس بالسلطة والمليئ في تاريخه بالانقلابات خليفة حفتر الجميع عندما شن هجوما مباغتا على العاصمة طرابلس، بعد سيطرة قواته على مدينة غريان وصولا لضواحي مدينة طرابلس عقب تنسيق واتفاق مع المناطق التي دخلها.

الضربة الأولى للعدوان
لكن هذه التقدمات المباغتة لم تدم طويلا، حيث استطاعت قوات الوفاق تنظيم صفوفها والدفع بتعزيزات عسكرية من مصراتة ومدن غربية، لتتقلص المساحة التي سيطر عليها مسلحو حفتر شيئا فشيئا تحت ضربات قوات الوفاق التي نجحت في إجبار مئات المسلحين على الاستسلام ولعل أبرزها تسليم لواء كامل نفسه لقوات من مدينة الزاوية في اليوم الثاني من العدوان مثلت حينها الضربة الأبرز في جسد العدوان.

تحرير غريان
ومع انهيار العملية السياسية بسبب العدوان؛ مضت حكومة الوفاق في ترتيب أوراقها الدفاعية ونجحت سريعا في صد العدوان والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم؛ حتى جاءت عملية تحرير غريان التي مثلت حينها ضربة قاصمة للعدوان بعد السيطرة عليها في غضون ساعات قليلة وهي التي كانت الغرفة الرئيسية لإدارة عملياته.

الاستعانة بالمرتزقة
ومع تقلص المساحة تحت أقدام مسلحي حفتر وتعدد جبهات القتال، لم يكن أمام حفتر من خيار للاستمرار في عدوانه الذي وعد أنصاره أنه سيكون في أيام معدودة، إلا الاستعانة بمئات المرتزقة من حركات المعارضة السودانية والتشادية للقتال معه، قبل أن يتعاقد مع شركة فاغنر الروسية لتوريد مئات المرتزقة الروس للقتال في صفوف مسلحيه، ومع ذلك فإن قواته لم تحقق تقدمات استراتيجية، بعد أن أبرمت حكومة الوفاق مذكرتي تفاهم مع الأتراك أحدثت فيها توازن كبيرا على الصعيد السياسي والعسكري.

وأمام هذه المعطيات، وتوسيع مليشيات حفتر هجماتها ضد المدنيين في العاصمة، لا يبدو أن ثمة آفاقا للحل السياسي رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه الأتراك والروس إلى جانب مخرجات مؤتمر برلين وما نتج عنه من قرار مجلس الأمن وجميعها نقضها حفتر الذي لم يتوقف يوما عن مهاجمة المدنيين وخرق الهدنة، حتى مع الدعوات الأخيرة لوقف القتال من أجل مجابهة فايروس كورونا المستجد في ليبيا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة