بعد خداع أبوظبي لسودانيين.. الخرطوم تحقق وطرابلس تدعو لملاحقة دولية

قالت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق إن نقل أبوظبي سودانيين لدعم مليشيات حفتر يعد جريمة لاستغلال الحاجات الإنسانية للشباب السوداني.

الدعوة لإجراءات ضد الإمارات
ودعت خارجية الوفاق في بيان لها الثلاثاء البعثة الأممية ومجلس الأمن، ورعاة مؤتمر برلين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في تورط الإمارات عسكريا بليبيا، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك مجال للشك في تورط الإمارات في قتل الليبيين، وإفشال التسوية السياسية في البلاد.
وثمن بيان خارجية الوفاق حرص الخرطوم على عدم استغلال الشباب السوداني، وتوريطهم عسكريا ضد ليبيا، معربة عن استعدادها للتعاون مع السودان في هذا الصدد.

تأكيد إرسال سودانيين لليبيا
ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء أيضا إرسال أبوظبي مواطنين سودانيين لحراسة حقول نفطية في ليبيا.
وقالت الخارجية السودانية في بيان لها إن شركة إماراتية أرسلت مواطنين سودانيين إلى ليبيا رغما عنهم، مضيفة أنهم يتقصون أمر المواطنين السودانيين مع حكومة أبوظبي.
ويأتي تعليق الخارجية السودانية بعد إرسال شركة بلاك شيلد الإماراتية، مئات الشباب السودانيين إلى ليبيا ، بعد التعاقد معهم على أساس حراس أمن في إمارة أبوظبي.

وصول شباب سودانيين للخرطوم
وأوضح مقطع فيديو حصلت عليه قناة ليبيا الأحرار وصول 50 شابا سودانيا من الذين أرسلتهم الإمارات لليبيا إلى مطار الخرطوم.
وقالت مصادر صحفية إن الشباب الذين تمت إعادتهم إلى الخرطوم توجهوا نحو مقر السفارة الإماراتية، للاعتصام أمامها لحين تسلم مستحقات مالية وعدت الحكومة الإماراتية بتحويلها لهم عبر سفارتها بالخرطوم، وأوضحت نفس المصادر أنه من المنتظر أن تصل مجموعة أخرى فجر غد الأربعاء.
وحسب تصريحات أحد الشباب السودانيين الذين أرسلوا إلى بنغازي والتي نقلتها قناة الجزيرة فإن السلطات الإماراتية أعادت نحو 150 شابا سودانيا إلى أبوظبي، في حين تبقى نحو أكثر من 100 شاب، في ليبيا بحسب المصدر نفسه.

اجتماع لبلاك شيلد
وكشفت مصادر صحفية خاصة عن اجتماع عقدته شركة بلاك شيلد الإماراتية لإصدار بيان عن تفاصيل عقود السودانيين الذين تعاقدت معهم الشركة للعمل بوظيفة حراس أمن في الإمارات.

إجراءات سفر السودانيين
ونقلا عن مصادر صحفية فقد أكد المدير المالي والإداري بمكتب الأميرة للاستخدام الخارجي حذيفة إبراهيم، أن كل الإجراءات تمت تحت إشراف وزارة العمل السودانية، بعد استيفاء كل الطرق المتبعة بتفويض مباشر من شركة بلاك شيلد الإماراتية، والتي استوفت من جهتها كل شروط وزارة العمل من توقيع الغرف التجارية بالإمارات و توثيق السفارة السودانية ووزارة الخارجية.
وأكد حذيفة أن العقد المبرم بين الشباب السودانيين وشركة بلاك شيلد الإماراتية ينص على أن العمل يكون داخل إمارة أبوظبي وليس أي إمارة أخرى.
وأصبحت قضية السودانيين الذين أرسلتهم الإمارات إلى ليبيا قضية رأي عام في السودان، بعد تصاعد احتجاجات ذويهم أمام السفارة الإماراتية في الخرطوم للمطالبة بعودتهم.

أساليب الاستغلال
ويعتبر استغلال حاجة الناس لأغراض سياسية، آخر أساليب الاحتيال التي لجأت إليها الإمارات للمساعدة في بسط نفوذ حفتر على ليبيا، وتلك مهمة اقتضت منها الاختباء وراء شركة أمنية قدمت لشباب سودانيين عروض عمل كحراس أمنيين في الإمارات.
وتحت تأثير البطالة قبل الشباب المخدوعون عرض أبوظبي، لينتهي بهم المطاف في معسكر بياتي الإماراتي، قبل أن يرسلوا إلى ليبيا.
وكما أن أبوظبي لم تلتزم بعهودها السياسية السابقة فلاتبدو في وارد الالتزام بعقودها مع الشباب السودان الذين وجدوا أنفسهم في عملية خداع كبرى مارستها أبوظبي.
وكشفت القصة عن أساليب جديدة للإمارات في مسيرتها الطويلة لإجهاض أحلام الشعوب في الديمقراطية والدولة المدنية، وهي أساليب طالما اتسمت بها العصابات المسلحة وقطاع الطرق، وليست الدول التي تزعم التمدن واحترام إرادة الإنسان وحريته.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة