من زوارة.. الرئاسي يضع شروطه لمؤتمر برلين وألمانيا ترفض العدوان

تمهيدا لمؤتمر برلين المرتقب، أعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق “فائز السراج”، عن تقديره لموقف ألمانيا الرافض للعدوان على طرابلس، مؤكدا ترحيبه بمؤتمر برلين وأهمية الاستفادة من أخطاء اللقاءات الدولية الماضية لحل الأزمة.

ترحيب الرئاسي، قابله تجديد من وزير خارجية ألمانيا “هايكو ماس” في لقائه “السراج”، الأحد في زوارة، دعم بلاده للمسار السياسي والعمل مع حكومة الوفاق لتحقيق الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى الموقف الألماني الواضح برفض الاعتداء على طرابلس.

شروط الوفاق
ونقل وزير الخارجية “محمد سيالة” في مؤتمر صحفي عقده الأحد في زوارة، مع نظيره الألماني “هايكو ماس” والمبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة”، نقل عن لسان “السراج” اشتراطه انسحاب القوات المهاجمة على طرابلس وألا تستمر في تهديد العاصمة لوقف إطلاق النار، وربط “سيالة” على لسان ” السراج” إجراء أي حوار قادم بعودة المعتدي دون أي يخوض في تفاصيله.

وفيما يتعلق بمشاركة الأطراف، كان “سيالة” واضحا في تأكيده على لسان “السراج” بضرورة مشاركة دول الجوار وإن لم يسمها مع دول أخرى تشارك في اللقاءات المقبلة كي تكون مخرجاتها قابلة للتنفيذ، حسب تعبيره، في إشارة تعكس رفض الرئاسي أن تقتصر المشاركة في برلين على دول داعمة لحفتر كما حدث في مؤتمرات دولية سابقة وفشلت.

أي دور لبرلين؟
وفي أول توضيح علني، أكد وزير خارجية ألمانيا، حرص بلاده مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في مؤتمر برلين للوصول إلى نتائج جوهرية، مشيرا إلى أن البيان الختامي للمؤتمر لن يصدر إلا بعد التوافق الكامل بين المشاركين.

وبين وزير الخارجية الألماني، حرصهم على دعوة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي حتى يكون هناك التزام من المجلس بما يتم التوصل إليه، وأن هناك دول دعيت للاطمئنان على وقف الإمدادات العسكرية لليبيا وترسيخ مبدأ عدم التدخل.

الموقف الألماني بدا جديا في حديث وزير الخارجية “هايكو ماس” في المؤتمر الصحفي نفسه، الذي قال إن بلاده تود أن تتوصل إلى سلام نهائي في ليبيا عن طريق إيجاد حوار بين الأطراف المتنازعة دون إقصاء ودون التدخل الخارجي الذي يعد سببا للأزمة ويجب منعها عبر العملية السياسية، مؤكدا دعمهم الخطة الأممية كشرط لأي حل سياسي، وفق قوله.

مساع لتوافق دولي
الاهتمام الألماني بمشكلة التدخلات الدولية في ليبيا ليس جديدا، فقد تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في سبتمبر الماضي، ببذل بلادها جهدها لتجنيب ليبيا نشوب حرب بالوكالة، على حد تعبيرها.

وحذرت المستشارة الألمانية وقتها أمام البرلمان الألماني، من أن الوضع في ليبيا يتطور، وقد يتخذ أبعادا مثل التي حدثت في سوريا، موضحة أن من الضروري ضمان عدم تصعيد الوضع إلى حرب بالوكالة.

وفي حديثه في المؤتمر الصحفي، وصف المبعوث الأممي، مؤتمر برلين بأنه مسيرة جدية من دول فاعلة لإعادة ترميم الموقف الدولي المتصدع بشأن ليبيا لاسيما الحرب ضد طرابلس، وفق تعبيره.

وإن تحدث المبعوث الأممي باقتضاب عن مساعيهم مع ألمانيا للوصول إلى توافق دولي إلى حين عقد المؤتمر ببرلين، دون أن يكشف عن أي مساع مستعجلة لوقف الحرب الدائرة حاليا ولو مؤقتا، لافتا إلى وجود لجنة تنفيذ ستتابع مخرجات المؤتمر المقبل.

تركيز الموقف الألماني المعلن على منع التدخلات الخارجية ودفعه إلى وقف الحرب يعزز موقف الرئاسي ولو شكليا ويثبت أن الحرب تتوقف بقناعة خارجية أولا، كذلك تثير تعقيدات تلك التدخلات المعادية للمعترف به دوليا ونفوذها، مخاوف من أن تؤثر مجددا في شكل الحل القادم سلبا لاسيما أن البعض يقول إنها نجحت حتى اللحظة في الإبقاء على تمركزات المعتدي وعدم تسميته.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة