روايات متطابقة حول دور “حفتر” في إذكاء النعرات القبلية بمرزق

بعد الاشتباكات التي اندلعت فيها منذ بداية أغسطس الحالي، تشهد مدينة مرزق هدوءا نسبيا هذه الأيام بينما تحاول أطراف من المنطقة الغربية والجنوبية فض النزاع وحل الصراع القائم بين مكوني التبو والعرب المعروف بالأهالي.

ووفقا لما أكده مصدر محلي من مدينة مرزق لليبيا الأحرار؛ فإن المسلحين من مكون التبو يبسطون سيطرتهم على معظم أحياء المدينة، مقابل انسحاب مكون الأهالي إلى خارجها، فيما أشار ذات المصدر إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، في ظل تعطل جميع الخدمات وانقطاع الكهرباء وإغلاق أغلب المحال التجارية في المدينة؛ إلى جانب أعمال سرقة وحرق للمنازل لاسيما في الأحياء التي شهدت اشتباكات.

وحول جهود المصالحة، قال المصدر نفسه لليبيا الأحرار إن وفدا من مشايخ وأعيان المنطقة الغربية أجل زيارته للمدينة إلى يوم الثلاثاء؛ منوها إلى أن ذلك بهدف الوقوف على أوضاع مرزق ومحاولة التهدئة بين الطرفين المتنازعين.

حالة من التعايش كانت تسود مرزق قبل دخول حفتر

أما خلفيات الصراع القائم في المدينة بين مكون التبو ومكون العرب أو الأهالي، فتختلف تفاصيل الروايات في أسبابه وعمقه، بينما تتفق على حالة التعايش التي كانت تشهدها المدينة قبل شهر فبرابر من العام الجاري، أي قبل دخول مسلحي حفتر إليها بأساليب أيقظت النزعة القبلية وخلقت جوا انتقاميا بين المكونين.

الناشط الحقوقي والسياسي الممثل لمكون التبو موسى ترسي، أكد أن ما أشعل الصراع في مرزق مؤخرا هو الجرائم التي ارتكبتها ما سماها بالجماعات التي دعمت دخول حفتر للمدينة بعد سيطرتها عليها في إشارة منه إلى الأهالي، ذاكرا في تصريح لليبيا الأحرار أن آخر تلك الجرائم كان قتل سائق تاكسي من مكون التبو حرقا في سيارته.

ترسي: فرنسا تستخدم حفتر للضغط على التبو

رواية موسى ترسي تذهب إلى أبعد من ذلك، وتتهم فرنسا بالوقوف وراء الضغط على التبو لإرغامهم على أخذ اتجاهات معينة عبر تعليمات حفتر، بينما تشير رواية أخرى للناشط المدني محمود الدريحو الممثل لمكون العرب أو الأهالي، إلى أن جذور الصراع في مرزق تعود إلى موقعة وادي الدوم وخسارة حرب تشاد في ثمانينات القرن الماضي؛ التي خلقت مشكلة عرقية في المدينة حسب وصفه.

ورغم تصريح الناشط محمود الدريحو لليبيا الأحرار بأن مناوشات كانت تحدث بين المكونين حتى في عهد النظام السابق، إلا أنها لم تكن بحجم الصراع القائم اليوم، حيث لعب مسلحو حفتر في عملية دخولهم إلى مرزق على تداعيات سيطرة التبو على المدينة بعد ثورة السابع عشر من فبراير وتأخر مكون الأهالي في الانضمام إلى الثورة، الأمر الذي أضعف موقفهم في المدينة.

فكان اعتماد حفتر على الأهالي في دخوله إلى مرزق منذ أكثر من ستة أشهر واستهداف طائراته الحربية لأحياء التبو، بمثابة الفتيل الذي أشعل دوافع الانتقام، فكان انتقام الأهالي ثم أعقبه انتقام التبو المضاد بعد تخلي حفتر عن المدينة التي تشهد اليوم أبشع صور الصراع القبلي.

صراع أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 75% من مكون الأهالي إلى بلدية وادي عتبة بحسب ما صرح به رئيس المجلس الاجتماعي وادي عتبة عبدالقادر الشيخ للأحرار، قائلا إن أوضاع النازحين سيئة جدا وإن البلدية صغيرة وسيثقل استقبال قرابة سبعة آلاف نازح كاهلها.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة