قبل بدء الهدنة.. حفتر يشير لرفضها ويدعو مسلحيه لمواصلة العدوان

فيما يبدو أنه رد على الدعوات التي أطلقها المبعوث الأممي غسان سلامة أمام مجلس الأمن لعقد هدنة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، طالب خليفة حفتر كافة مسلحيه في محاور القتال جنوب العاصمة إلى مواصلة عملهم بمحاور القتال بطرابلس.
في مقابل ذلك لم يصدر عن المجلس الرئاسي أي تعليق على هدنة سلامة إلا أن المجلس ما فتئ يقول إنه لا ينبغي أن يطلب منه وقف إطلاق النار باعتباره معتدى عليه، وأن هذه الدعوات يجب أن توجه للمعتدي، إلى جانب تأكيدات المجلس ورئيسه بأن استئناف العملية السياسية مرهون بانسحاب المعتدين وعودتهم من حيث أتوا.
حيث ذكر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الأسبوع الماضي، أن بوادر الحرب ستنتهي مع دحر قوات حفتر المعتدية ليعود الليبيين إلى مسار التسوية التي استهدف العدوان تقويضها.
وتابع السراج في مقابلة مع وكالة سبوتينك الروسية أنهم يمارسون الحق الشرعي والسيادي في الدفاع عن أمل الليبيين في إقامة دولة مدنية ديموقراطية، قائلا إنه لا توجد وساطات لإنهاء الحرب، وإنما هي بيانات ودعوات من قيادات عدد من الدول بضرورة وقف القتال والعودة للحل السياسي.

سلامة متفائل بالهدنة

وعبر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في تصريح لوكالة الأناضول الخميس عن تفاؤله بشأن التزام أطراف النزاع في ليبيا بالهدنة التي قال عنها إنها ليست نهائية أو عبارة عن إلقاء للسلاح، وأنه تلقى ردودا إيجابية من بعض الأطراف، بينما البعض الآخر ما يزال مرتابا بحسب وصفه.
كما أشار سلامة إلى أن إلقاء السلاح بشكل نهائي يتطلب اتفاقا له حدود ومراقبة ويتضمن تفاصيل تتعلق بما ستقوم به الأطراف، بينما الهدنة هي عبارة عن تفاهم بين أطراف الحرب لوقف هجماتها بشكل طوعي لفترة زمنية معينة، قائلا ” لذلك نحن ندعو إلى الهدنة، وآمل أن نتوصل إلى عملية إلقاء سلاح دائم عبر تحقيق تقدم في إطار اتفاق محدد في المستقبل”.
وأضاف المبعوث الأممي إلى ليبيا أنه في تواصل مع كافة الأطراف بما في ذلك البلدان التي تدعم حفتر، وأن أغلبية البلدان التي التقى بها متفقة على حق الليبيين في التقاط أنفاسهم والعودة إلى منازلهم ولقاء أسرهم وقضاء العيد في أمن وسلام بعد 4 أشهر من الاشتباك على تخوم العاصمة.

مراحل الهدنة
وتمر الخطة التي أعلن عنها سلامة عبر ثلاثة مراحل تبدأ بهدنة بين أطراف النزاع في العاشر من أغسطس وتصحبها تدابير بناء ثقة تشمل تبادل الأسرى وجثامين القتلى.
وتبدأ المرحلة الثانية باجتماع رفيع المستوى للبلدان المعنية بالأزمة الليبية لتنفيذ الوقف الكامل لحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
أما المرحلة الثالثة من الهدنة تنطلق باجتماع الأطراف والأشخاص المؤثرين داخل ليبيا بغية وقف القتال واستئناف العملية السياسية.

ترحيب دولي
حيث رحب أعضاء مجلس الأمن الدولي ودول وأطراف عدة بالهدنة التي أعلنها سلامة خلال عيد الأضحى المبارك.
حيث جدد مجلس الأمن الدولي دعوته لجميع الأطراف في ليبيا إلى وقف القتال والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وأكد أعضاء المجلس في بيان صحفي تأييدهم بقوة دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الأطراف المتقاتلة إلى هدنة خلال عيد الأضحى المبارك، مشترطا أن تكون الهدنة مصحوبة بتدابير بناء الثقة بين الطرفين.

كما طالب الاتحاد الأوروبي طالب الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في ليبيا بضرورة الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار والعودة إلى عملية سياسية تسيرها الأمم المتحدة.
وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان له الجمعة؛ أن لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا، مرحبا باقتراح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة هدنة بمناسبة عيد الأضحى.

كما ناشد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا أطراف الحرب إلى تبني الهدنة التي يعمل عليها سلامة في عيد الأضحى المبارك. والعودة للعملية السياسية.

تحديات أمام سلامة

ويواجه سلامة في مساعيه لجمع الأطراف بالعودة للعملية السياسية مرة أخرى تحديات عديدة بعد الانتقادات التي وجهت له مؤخرا حول إحاطته بمجلس الأمن ومساواته بين المعتدي والمعتدى عليه، لا سيما وأن من يعرقل هدنته اليوم هو من من يتهم المبعوث بالتغاضي عن جرائمه ومحاولة جعله طرفا في الحرب لا مبتدئا لها.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة