رعاة حفتر الإقليميون بين الدعوة للسلام ودعم الحرب

مع الحديث عن وجود استعدادات لتصعيد عسكري جديد يستهدف العاصمة طرابلس من قبل قوات حفتر بالتعاون مع دول فرنسا ومصر والإمارات، يبدو رعاة حفتر الإقليميون ومعهم فرنسا يمرون بحالة ارتباك هذه الأيام بعد أن خيب حليفهم خليفة حفتر آمالهم في تحقيق ماوعدهم به بالدخول إلى طرابلس، حيث مرت الأيام والأسابيع بل مرت أشهر ظل خلالها الرجل وقواته يرواحون مكانهم على تخوم طرابلس.

خطاب مزدوج

فبعد دعوتهم إلى وقف القتال والتصعيد العسكري في طرابلس ضمن مجموعة ثلاثة زايد ثلاثة حول ليبيا وأن الحال العسكري غير ممكن مايلزم معه العودة إلى المسار السياسي في بيان لست دول وهي الولايات المتحدة وبريطانية وفرنسا وإيطاليا ومصر والإمارات، تأتي التحذيرات إلى السلطات المسؤولة في طرابلس عن هجوم وشيك يستهدف العاصمة.

ووردت التحذيرات حول هجوم وشيك عبر الجهات المسؤولة، قال الأعلى للدولة إنه وردته عبر معلومات استخبارتية، وفي شكل تقارير أممية واخبارية كما يقول الرئاسي، باتت توضح وبشكل جلي ازدواجية الخطاب فحتى محاولة إظهار نفسها بداعية سلام في ليبيا يرى متابعون أنها ماهي إلا مناورة سياسية منها تخفي بها مساعيها للانقلاب على الرئاسي في طرابلس وأن رهانها مازال متواصلا على شخص حفتر.

و أظهرت الحرب على طرابلس مدى تورط داعمي حفتر بعرقلتهم للمؤتمر الجامع قبل أيام من انعقاده، عدا تقارير لجنة الخبراء بمجلس الأمن التي أوضحت خرق الإمارات ومصر لقرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا عبر دعم حفتر عسكريا في مختلف حروبه، إضافة إلى الدعم الفرنسي له والذي كان آخره فضيحة صواريخ “جافلين” في غريان.

تحرك مأمول

وتعول وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني عن تحرك دولي إزاء حرب حفتر وداعميه على العاصمة طرابلس بموقف أكثر حزما، آخرها تأكيد الناطق باسمها محمد القبلاوي عن وجود تواصل مع من وصفهم بالجهات ذات العلاقة بالشأن الليبي مع مطالبتهم بعقد جلسة لمجلس الأمن على أن تكون مفتوحة يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وتوقفت ردود الفعل الصادرة عن مجلس الأمن بالاكتفاء بدعوة كافة الأطراف في ليبيا في أكثر من مرة إلى وقف إطلاق النار وخفض التصعيد والعودة إلى الوساطة الأممية، دون إصدار قرار يدين حفتر بحربه على طرابلس، وملزما إياه بالعودة من حيث جاء.

ويتساءل كثير من المتابعين عن إمكانية حدوث تحرك دولي سريع إن قرر رعاة حفتر المضي قدما نحو شن حرب معلنة على المجلس الرئاسي الحائز على الشرعية الدولية.

وتدعو مغامرات رعاة حفتر المتواصلة للانقلاب على الرئاسي، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في ظل مايقال عن تكاليف شن حرب على عاصمة يقطنها مدنيون، كثيرا ماتؤكد دول المجلس على ضرورة حمايتهم في الحروب..
فهل سيكون الأمر كذلك مع حرب حفتر المتواصلة ؟

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة