انتهاك حرية الصحافة سيناريو يتكرر بلا رادع

مهنة الصحافة خاصة الشق الميداني منها أصبحت عقب ثورة السابع عشر من فبراير مهنة يعامل البعض ممتهنوها كمقاتلي خط النار بالجبهات والبعض الآخر يعتبرهم ممثلي التيار السياسي لتلك الجبهة، متناسين أن الصحفي جاء لنقل المعلومة موثقة بالصور لا أكثر ولا أقل ولا أبعد من ذلك.

استهداف الصحفيين يتجدد
الصحفي المصور محمد تركية استهدف قبل أيام برصاصة مباشرة في الفخد أثناء قيامه بتغطية الاشتباكات الدائرة على تخوم العاصمة، وفق ما أكده للأحرار، ليضاف هذا الاعتداء على حرية الصحافة إلى قائمة طويلة لم ينج بعضهم من خانتها القاتمة كالزميل محمد بن خليفة الذي ووري الثرى في التاسع عشر من يناير الماضي عند قيامه بواجبه المهني في نقل اشتباك دار بين قوة حماية طرابلس واللواء السابع التابع آنذاك.

تنديد دولي ومحلي
استنكار الاعتداء على الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم قام به عدد من الجهات المحلية والدولية، فاختطاف الزميلين الصحفي محمد القرج والمصور محمد الشيباني من قبل قوات اللواء التاسع المعروفة بالكانيات، أثناء تغطيتهما الحرب على العاصمة التي أعلنها حفتر في الرابع من ابريل الماضي، استنكرتها محليا حكومة الوفاق وخارجيّتها، أما دوليا فبدأت الإدانات بالجهات الرسمية كبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وانتهت بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الصحفيين كمراسلون بلا حدود وغيره، ولكن اتساع دائرة هذه الاستنكارات واتسامها بالرسمية لم يردع منتهي تلك الجرائم عن الاستمرار في اقترافها حتى هذه اللحظة.

غياب الاحتياطات
المركز الليبي لحرية الصحافة أكد في تقاريره الدورية أن الصحفييين يواجهون مخاطر جسيمة في تغطيتهم للأحداث الميدانية في ظل غياب معدات السلامة وعدم تعاون الأطراف معهم لحمايتهم، وأن هناك صحفيين يعملون مع بعض المؤسسات الأجنبية بالقطعة أي لا تأمين صحي ولا حماية قانوية لهم، الأمر الذي يسهم في مضاعفة الخطر الذي قد يصل حد القتل.

ليبيا ثقب أسود يبتلع صحفييها
مراسلون بلا حدود وصفت ليبيا بالثقب الأسود للأخبار والمعلومات بسبب هجرة صحفييها ووسائل إعلامها واستقرارها خارج الوطن خوفا من الأعمال الانتقامية، حيث استندت المنظمة في قولها هذا إلى عدد من المؤشرات لعلّ أبرزها، مقتل قرابة عشرين صحفيا منذ ألفين وأحد عشر لعدم وجود استقرار سياسي في البلاد مضاف إليه صراع مفتوح في ظل مناخ الإفلات التام من العقاب، وفق المنظمة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة