كلفة إنسانية باهظة بسبب استمرار العدوان على طرابلس

تتصاعد التكلفة الإنسانية للحرب كلما واصلت قوات الكرامة عدوانها على العاصمة وضواحيها الذي أطلقه قائدها حفتر في الرابع من شهر إبريل الماضي تحت اسم الفتح المبين والذي استبدل فيما بعد بطوفان الكرامة و تصدت له قوات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوفاق والوحدات المساندة لها بعملية أطلقت عليها اسم بركان الغضب.

احصائيات الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية خلال توثيقها لأعداد القتلى والجرحى الذين حصدتهم المعارك المحتدمة حول العاصمة من مصادرها لدى مختلف الأطراف سجلت تصاعد أعداد القتلى خلال أسبوعين ففي الثالث من يونيو الجاري كانت أعداد قتلى المواجهات فقط ستمائة وسبعة قتلى من بينهم أربعون مدنيا ثم وبعد أسبوع واحد وصل عدد القتلى إلى ستمائة وثلاثة وخمسين قتيلا بينهم واحد وأربعون مدنيا وبعد أسبوع واحد أي في السابع عشر من يونيو الجاري ارتفع عدد القتلى إلى ستمائة وواحد وتسعين قتيلا من بينهم واحد وأربعون مدنيا وهو ما يكشف استمرار الزيادة المضطردة لأعداد القتلى على الرغم من مرور أكثر من سبعة وسبعين يوما على اندلاع المعارك جنوب العاصمة.

منظمة الصحة تابعت كذلك التزايد في أعداد الجرحى ففي الوقت الذي وثقت فيه خلال اليوم الثالث من هذا الشهر بلوغ أعداد الجرحى والمصابين جراء المواجهات ثلاثة آلاف ومائتين وواحد وستين جريحا من بينهم مئة وسبعة عشر مدنيا عادت لتسجل بعد أسبوع واحد ارتفاع هذا الرقم إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة وسبعة وأربعين جريحا من بينهم مئة وستة وعشرون مدنيا هذا الرقم ارتفع بحسب إحصائيات المنظمة الدولية في السابع عشر من شهر يونيو الجاري ليبلغ أربعة آلاف واثني عشر جريحا من ضمنهم مئة وخمسة وثلاثون مدنيا وهو ما يؤشر على احتدام المعارك وتواصل معارك الكر والفر في مناطق جنوب العاصمة طرابلس.

إحصائيات صحة الوفاق

الجهات الصحية التابعة لحكومة الوفاق تتحدث عن إحصائيات أخرى توثق أعداد الضحايا الذين سقطوا بسبب العدوان على العاصمة، الناطق باسم وزارة صحة الوفاق فوزي أونيس صرح لليبيا الأحرار بأن أعداد القتلى تجاوزت مئتين وأربعين قتيلا، في حين تجاوزت أعداد الجرحى ألفين ومئة جريح مع تأكيده على تزايد أعداد القتلى والجرحى باضطراد.

ولعل النزوح الذي واكب الحرب يعد من الملفات الشائكة التي يزداد تعقدها كلما طال أمد الحرب وتعددت أنواع الأسلحة المستخدمة من قبل المعتدي على المناطق السكنية سواء بسلاح الجو أو بالمدفعية الثقيلة التي تدك أحياء مكتظة في جنوب طرابلس، وقد صرح وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين يوسف جلالة أن أعداد العائلات النازحة المسجلة تجاوز واحدا وعشرين ألف عائلة وهو ما يعني أن هناك أكثر من مئة ألف نازح وهو ما ألقى بالمسؤولية على الجهات المختصة بتوفير مأوى لهؤلاء النازحين والاستعداد لاستقبال المزيد منهم سواء كانوا من النازحين الجدد بسبب استمرار الحرب أو سواء كانوا من النازحين السابقين الذين استضافهم أقاربهم أو أصدقاؤهم على اعتبار أنهم سيبقون لمدة وجيزة ريثما تنتهى تلك الأزمة العابرة؛ فإذا ما طال أمد الحرب فإن هؤلاء النازحين سيضطرون للبحث عن مأوى بديل إلى حين انتهاء هذه الحرب.

فاتورة هذه الحرب المستعرة سترتفع ولن تتوقف عن سفك الدماء وإصابة عديد الناس ممن يشاركون فيه وممن لا يشاركون في القتال فيها، وهي ستزيد من الضغوط على الناس ليغادروا بيوتهم مكرهين ويبحثوا لهم ولعائلاتهم عن أماكن أكثر أمانا وأبعد عن مناطق الاشتباكات.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة