حرب طرابلس.. روما توجه أصابع اتهامها لباريس وتضع عينها على مصالحها

الموقفُ الإيطالي ضدّ الحربِ على طرابلس المطالبُ بوقفِ إطلاقِ النارِ والرافضُ للحلِ العسكري تَجلّى مبكّرا في الخامسِ من أبريل الجاري أي بعدَ إعلانِ حفتر عدوانَه على طرابلس بيومينِ إضافةً إلى اتهامِ نائبِ رئيسِ الوزراءِ ووزيرِ الداخليةِ الإيطالي ماتيو سالفيني لفرنسا بدعمِ حربِ حفتر من أجلِ مصالحِها الاقتصادية منذ بدايةِ الحربِ لم يَشهَد تغيّرا يُذكَرُ طِوالَ الأسابيعِ الثلاثةِ لهذه الحرب.

المطالبة بموقف أوروبي ضد الحرب

الإيطاليون كرّروا في الثامنِ من أبريل مطالبتَهم للأوروبيين بصبِ الماءِ على النارِ في ليبيا بدلَ صبِ البنزين في إشارةٍ للمواقفِ الداعمةِ لحفتر فيما دعا رئيسُ الوزراءِ الإيطالي جوزيبي كونتي إلى ضرورةِ الحوارِ بين كافةِ الأطرافِ الليبية، مؤكدا في جلسةِ استماعٍ أمامَ مجلسِ النوابِ في الحادي عشرَ من أبريل تواصلَه الدائمَ مع حفتر ورئيسِ المجلسِ الرئاسي فائز السراج.

اجتماعات إيطالية مع أطراف دولية.

وزيرُ الخارجيةِ الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي وعقِبَ لقاءاتِه مع نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراء وزيرِ الخارجيةِ القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني وزيرِ خارجيةِ قطر في الخامسَ عشرَ من أبريل ولقائِه في التاسعَ عشرَ من أبريل مع نظيرِه الفرنسي جان إيفِ لو دريان واجتماعِه مع نظيرِه الإماراتي في الثالثِ والعشرين من أبريل أعلنَ بعدَها في الرابعِ والعشرينَ من أبريلِ عن التوصلِ إلى موقفٍ مشتركٍ بشأنِ الوضِع في ليبيا مؤكدا أن الحوارَ ما يزال ممكِنا في ليبيا.

موقفُ إيطاليا الذي عبّر عنه رئيسُ وزرائِها كونتي في الخامسِ والعشرينَ من أبريل المتمثلُ في تجديدِ رفضِ إيطاليا الكاملِ للاعتداءِ الذي تتعرّضُ له العاصمةُ الليبيةُ طرابلس داعيا إلى الوقفِ الفوري لهذا الاعتداء، وعودةِ قواتِ حفتر إلى مواقعِها السابقةِ التي انطلَقت منها مع التأكيدِ على أنه لا حلَّ عسكرياً للأزمة في ليبيا الذي فُسّر على أنه انحيازٌ لصالحِ حكومةِ الوفاقِ جعلَ رئيسَ الوزراءِ الإيطالي يؤكدُ من بكين في السادسِ والعشرينَ من أبريل أن حكومةَ بلادِه لا تَنحازُ إلى حفتر ولا إلى رئيسِ المجلسِ الرئاسي السراج ولكنها تنحازُ بحسَبِ تعبيره إلى الشعبِ الليبي الذي ظلَّ طويلا ينتظرُ حقّه في العيشِ بسلام.

المصالح الإيطالية وراء موقفها ضد الحرب.

المصالحُ الاقتصاديةُ والشراكةُ الأمنيةُ والعسكريةُ إضافةً للبُعدِ التاريخيِ والجيوسياسي هي كلُها عواملُ يَعُدّها مراقبونَ من أسبابِ وقوفِ إيطاليا ضد أيِ انفجارٍ للأوضاع في غربِ ليبيا عموما وفي العاصمةِ طرابلس إضافة إلى المخاوف من ازديادِ تدفقِ المهاجرينَ نحوَ حدودِها الجنوبية، لا سيّما وأن قضايَا المهاجرينَ باتت مادةً أساسيةً في الأوساطِ السياسيةِ الأوروبيةِ التي أصبح اليمينُ المعادِي للمهاجرينَ في قيادةِ بلدانِها.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة