هجوم الخارجية.. قصور في الترتيبات الأمنية ودعوات لمواجهة الخطر صفا واحدا

هجوم جديد في العاصمة طرابلس استهدف وزارة الخارجية أحد أهم المقرات السيادية بالعاصمة، خلف 5 قتلى و17 جريحا وسط تساؤلات عن كيفية وقوع الخرق في ظل بدء تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها منذ أسابيع.

الناطقة باسم وزارة الصحة وداد بن نيران قالت في تصريح للأحرار إن الجرحى يتوزعون بين 4 مستشفيات ومصحات داخل العاصمة.

فتح تحقيق
4 مهاجمين ترجلوا من سيارة هيونداي بيضاء اللون واشتبكوا مع حراس المبنى أسفر عن مقتل اثنين منهم، فيما تسلل ثالثهم إلى داخل مقر الوزارة ليفجر نفسه، في الوقت الذي اضطر المهاجم الرابع إلى الفعل نفسه في موقف السيارات بعد أن حاصره أفراد الأمن.

وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا قال خلال مؤتمر صحفي عقده بعد الحادثة في طرابلس إن الهجوم كشف عن وجود ضعف وخلل في الأجهزة الأمنية يستوجب تشكيل لجنة لدراستها، والعمل لإيجاد حلول للقصور فيها، وفق قوله.

باشاغا أضاف أن الترتيبات الأمنية لم تطبق حتى الآن بسبب عدم انخراط بعض المناطق العسكرية بحجة غياب الدعم المالي.

حكومة الوفاق الوطني دانت العملية التي وصفتها بالإرهابية، وأكدت في بيان لها أن الأجهزة الأمنية بدأت في تحقيقاتها لمعرفة هوية المنفذين.

استنكار وإدانات
وفي ذات السياق استنكر المجلس الأعلى للدولة الحادثة، داعيا السلطات إلى توفير الدعم الكامل لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية وتوحيد الصفوف لمواجهة هذه المجموعات، في الوقت الذي دعت فيه دار الإفتاء الليبية الجميع إلى الوقوف صفا واحدا ضد الخارجين عن القانون والمتطرفين.

من جهته قال المبعوث الأممي في ليبيا غسان سلامة إن استهداف مؤسسات الدولة في ليبيا يمثل اعتداء على جميع الليبيين.

سلامة أضاف على الموقع الرسمي لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن العمليات الإرهابية لن تنال من قرار الليبيين بالسير نحو بناء الدولة، مؤكدا أنهم لن يسمحوا للجماعات الإرهابية بتحويل ليبيا إلى مسرح لعملياتهم، وفق تعبيره.

عربيا، عدت قطر الهجوم تحديا سافرا لقرارات الشرعية الدولية وتقويضا لمساعي الأمم المتحدة، وطالبت الخارجية القطرية المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإدانة هذه الأعمال الإرهابية، ولجم من يقفون وراءها، ولم يختلف بيان الخارجية المصرية عن التوجه القطري، حيث دان الهجوم، وشدد على ضرورة حشد الدعم الدولي لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا وتنفيذ الترتيبات الأمنية الخاصة بالعاصمة طرابلس.

على مستوى دولي دانت سفارتا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في طرابلس استهداف مقر وزارة الخارجية، مؤكدتين وقوفهما بجانب الشعب الليبي في مواجهة العمليات الإرهابية.

تقصير غير مبرر
وتعد وزارة الخارجية هي المقر الثالث في العاصمة طرابلس الذي يتعرض للهجوم في وضح النهار بعد استهداف المفوضية العليا للانتخابات والمؤسسة الوطنية للنفط بنفس الأسلوب والتكتيك من قبل المهاجمين، الأمر الذي عده المستشار السياسي السابق للمجلس الأعلى للدولة أشرف الشح فشلا ذريعا غير مبرر للأجهزة الأمنية.

تحسين الأوضاع الأمنية في ليبيا وخصوصا في العاصمة طرابلس بات مطلب جل الجهات المحلية والدولية، في انتظار تحرك حقيقي من قبل السلطات في البلاد لتفعيل الأمن على أرض الواقع تجنبا لأي اختراقات جديدة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة