صحت طرابلس الجمعة، على آثار اشتباكات دامية خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، قابلها دعوات دولية ومحلية تندد بالفوضى، وتحذر أطراف الصراع، وتبحث عن حلول للأزمة.
تحركات محلية لاحتواء الأزمة
على صعيد التحركات المحلية، فقد كلّف المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش رئيسَ الأركان باتخاذ الإجراءات الفورية لفض الاشتباك وإعادة القوات المشتبكة إلى مقراتها السابقة بشكل فوري.
ومنح المجلس الرئاسي رئيسَ الأركان صلاحية الاستعانة بمن يرى ضرورة الاستعانة به، وذكر المجلس أن النائب العام والمدعي العام العسكري -كل حسب اختصاصه- فتحا تحقيقا شاملا في أسباب الاشتباكات.
كما كلف الرئاسيُّ وزيرَ الحكم المحلي وزير الداخلية المكلف بحصر الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة، وتقدير قيمة الأضرار الناجمة عن الاشتباكات وإحالتها لرئيس الوزراء.
وقالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة في تصريحها للأحرار، إن الرئاسيّ لن يتهاون مع التحقيقات الجارية بشأن اشتباكات طرابلس والتي كلف بها النائب العام، والمدعي العسكري.
بدوره، اتفق رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري مع ستيفاني وليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة على إدانة أي نوع من استخدام القوة أو العنف، وعلى ضرورة ضبط السلطة التنفيذية الوضع الأمني.
من جهته أوقف رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة وزيرَ الداخلية خالد مازن عن العمل على خلفية الاشتباكات، وتكليف وزير الحكم المحلي بدر التومي بتسيير الوزارة بشكل مؤقت.
كما تم عقد اجتماع لبحث أوضاع طرابلس يضم المنفي والدبيبة والحداد ورئيسي جهازي المخابرات والأمن الداخلي والمدعي العسكري
احتجاجات ومطالبات الأهالي
وخرج عدد من أهالي المناطق المتضررة في أكثر من بيان يطالبون الحكومة والرئاسي بالتدخل وإعادة الأمن للمنطقة ووضع حد لهذا السلوك المتكرر.
وطالب الأهالي بإخلاء المقرات العسكرية وسحب التشكيلات المسحلة إلى خارج العاصمة ما قد يُسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية حال حدوثها من جديد.
تنديد دولي بالاشتباكات
وعلى صعيد دولي، أعربت البعثة الأممية عن قلقها إزاء الاشتباكات وما نجم عنها من إصابات في صفوف المدنيين، مطالبة جميع الأطراف بمعالجة الخلافات عبر الحوار.
كما أعربت المستشارة الأممية ستيفاني وليامز عن غضبها من اندلاع العنف في طرابلس، محذرة أن ستخدام السلاح عشوائيا بمناطق مكتظة بالسكان يعد انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وجريمة تخضع للعقوبات، مؤكدة ضرورة محاسبة الجناة وحماية المدنيين.
وأكد السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند دعم بلاده القوي لدعوة البعثة الأممية إلى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في طرابلس لحماية المدنيين.
بينما أدانت بريطانيا كذلك اشتباكات طرابلس وأعربت عن قلقها بعد سقوط ضحايا مدنيين، داعية قادة ليبيا إلى الحوار السياسي وتنحية الخلافات والاتفاق على الانتخابات.ودعا عدد من أعيان المنطقة الغربية إلى تغليب المصلحة العليا، مطالبين الحكومة والنائب العام بالتحقيق في الاشتباكات.
وبينما يعود الهدوء إلى مناطق وسط العاصمة وجنوبها، يتطلع الشارع الليبي إلى حلول مفصلية تنهي الأزمة السياسة والأمنية على حد سواء، في ظل مخاوف من تكرار تجربة الاقتتال، وغياب الثقة في وعود صناع القرار.
يشار إلى أن آخر تحديث لإحصائيات الوفيات والجرحى عقب اشتباكات طرابلس بلغ 16 وفاة، وعدد الجرحى 52 جريحا بإصابات متفاوتة، حيث يتلقّون العناية الطبية داخل مستشفيات القطاع العام بمدينة طرابلس، بحسب وزارة الصحة .
من جهة أخرى تم إجلاء 122 عائلة بينهم 117 من منطقة مشروع الموز من قبل الهلال الأحمر طرابلس بعد تلقي 225 نداءً بحسب الناطق باسم الهلال كريم ذياب لقناة ليبيا الأحرار
المصدر: قناة ليبيا الأحرار