تصريحات الجبير.. هل هي بداية لتغير المواقف الداعمة لحفتر؟

تعليقا على تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير بأن الرياض تعترف بحكومة الوفاق وتتواصل في الوقت ذاته مع خليفة حفتر، وتسعى للجمع بين الطرفين، وأن بلاده تقف على مسافة متساوية مع كافة الأطراف،بحسب ما أوردته صحيفة عكاظ السعودية، قال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، إن كلام الجبير عن ليبيا متناقض، وهو يعكس الارتباك الواضح لموقف السعودية في التعامل مع الملف الليبي، مؤكدا أن الأخيرة لم تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع في ليبيا، ولكن صوان استدرك بالتأكيد على أن تصريح الجبير يمكن اعتباره بداية لتطور الموقف السعودي.

بسبب فشل حفتر السعودية تغير موقفها
وبحسب رئيس حزب العدالة والبناء، فإن السبب الرئيسي وراء ما اعتبره بداية لتغيير السعودية موقفها من الأزمة في ليبيا، هو وقوفها على حقيقة عجز حفتر عن حسم معركة طرابلس لمصلحته، إضافة إلى شعورها وبقية الدول التي قدمت الدعم السياسي والعسكري لحفتر، بخيبة الأمل من وعود الأخير باقتحام العاصمة وإخضاعها في بضعة أيام، بحسب عدة تقارير صحفية.



ويرى متابعون للحرب الأخيرة على طرابلس كذلك، أن تصريحات الجبير تعد تغيرا ولو طفيفا للموقف السعودي المتهم بإعطائه الضوء الأخضر لحفتر لشن هجومه على العاصمة بحسب تقارير صحفية كان بينها تقرير صحيفة وول ستريت جورنال منتصف أبريل الماضي؛ الذي أكد أن السعودية وعدت حفتر خلال زيارته إلى الرياض قبل بدء حربه على العاصمة بأيام؛ بتمويل حملته العسكرية ضد طرابلس بملايين الدولارات.

سفير أمريكي جديد قد يقلب الموازين
ويعزو محللون للمواقف الإقليمية من الحرب الأخيرة على العاصمة، تغير الموقف السعودي، إلى تأهب الولايات المتحدة الأمريكية لتعيين المرشح لمنصب سفيرها الجديد إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي وعد بأن تكون مهمته القادمة في ليبيا إنهاء القتال الدائر على تخوم طرابلس، من خلال وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يترتب عنه ممارسة ضغوط أمريكية على حلفاء حفتر للتراجع عن دعمهم العسكري له وإعلان انحيازهم لحكومة الوفاق وللحل السياسي.

هل تحذو مصر والإمارات حذو السعودية؟
واعتبارا إلى أن كلا من مصر والإمارات يشكلان جزءا من المحور العربي الداعم لحفتر، فإن عددا من المهتمين بالشأن الليبي، يتوقعون تماهيا لمواقف هاتين الدولتين مع الموقف السعودي، خاصة إذا ما دخلت الولايات الأمريكية على خط الأزمة في ليبيا وعزمت على حلحلتها، ويستذكر هؤلاء موقف الرئيس دونالد ترامب عندما كان حاسما في إجبار حفتر على تسليم الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي إبان سيطرته عليها أواسط السنة الماضية.

وبناء على سطوة الأمريكان على حلفائهم العرب السعودية ومصر والإمارات خاصة بعد بروز شخصية ترامب القوية، فإن أي إرادة من البيت الأبيض في حلحلة الأزمة الليبية، ستكون كفيلة بدفع تلك الدول المتحالفة مع حفتر إلى تغيير مواقفها في أسرع مما هو متوقع.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة