قالت صحيفة نيويورك تايمز إن ليبيا تسعى لتحسين أوضاعها لاسيما أن الليبيين أنفسهم سئموا عدم الاستقرار والقتال.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في مقالة رأي أن الواقع الجديد جاء بعد المحاولة الفاشلة لحفتر للاستيلاء على العاصمة طرابلس، لافتة إلى أن هجومه أدى إلى مذابح مروعة.
ووصف الكاتب حفتر بالحليف السابق لمعمر القذافي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبأنه مدعوم حاليا من قبل روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر، وسابقا من قبل إدارة ترامب.
نورلاند سلطة جديدة وعلامة جادة
وجاء في المقال أن إعطاء نورلاند، الذي هو بالفعل سفير أمريكا في ليبيا، سلطة إضافية هي علامة مهمة على أن هذه الإدارة جادة في دعم العملية السياسية التي من المقرر أن تتوج بالانتخابات في 24 ديسمبر.
وتابعت الصحيفة أن لليبيا لها “مكانة متقدمة في الأزمات المتنافسة على لفت انتباه الولايات المتحدة: حيث يجب استعادة بعض المصداقية والقيادة والرصانة الأمريكية وعندها يمكن أن تقطع شوطا طويلا لتحقيق الاستقرار في البلاد”.
واقع ليبيا والمسؤولية الأمريكية
وذكر المقال أن إدارة ترامب رغم اعترافها سابقا بحكومة الوفاق فإنها أعطت الضوء الأخضر الضمني لحفتر لشن هجوم خاطف على طرابلس، كما تلقى الأخير عرض مساعدة من قبل إريك برنس، المقاول الأمني الأمريكي والداعم المتحمس لترامب.
وتابع: “في الواقع، انحازت الولايات المتحدة خلسة إلى جانب روسيا والإمارات، وساعدت على إعادة إشعال حرب أهلية، ما أدى إلى تشويه وقتل الآلاف من الليبيين وتشريد مئات الآلاف”.
وأكد الصحيفة أن المسؤولية الأمريكية عن بعض الفوضى تعطي أيضا إدارة بايدن مسؤولية خاصة للوقوف في الجانب الصحيح من عملية السلام التي بدأت بعد الحرب الأهلية من خلال وساطة ألمانيا.
الأمر الأكثر إرعابا
وتشير المقالة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للرعب هو أن عشرات الآلاف من القوات الأجنبية لا يزالون داخل ليبيا، على الرغم من الاتفاق على مغادرتهم.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن مجرد الإعلان عن أن الولايات المتحدة تدعم بقوة الإدارة المؤقتة ولن يكون لها مزيد من الدعم لحفتر يعطي العملية دفعة قوية.
وأكملت نيويورك تايم أنه لا ينبغي التقليل من أهمية القيام بتلك الخطوة حتى لو لم تكن ليبيا في مرتبة مع إسرائيل أو إيران أو اليمن في ترتيب أولويات إدارة بايدن في الشرق الأوسط.
وأردف الكاتب أن استعادة النظام في ليبيا أمر بالغ الأهمية لحلفاء أمريكا عبر المحيط الأطلسي وإمدادات الطاقة، و”لكن الأهم من ذلك أنها اختبار رئيسي لنية الإدارة المعلنة لعكس الضرر الذي لحق بسنوات ترامب، وتنشيط الدبلوماسية الأمريكية وإعادة إشراك الحلفاء الذين وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان في جوانب مختلفة من الصراع الليبي”.
الاستقرار المغري محليا ودوليا
ويرى الكاتب أن هناك الآن فرصة حقيقية لإعادة الاستقرار للبلاد، وأن فوائده مغرية بنفس قدر إغراء الفوضى لحسابات أخرى.
وتابع أن هناك النفط، الذي يحتمل أن يصل إلى 1.6 مليون برميل يوميا، والذي يمكن أن يسهل التعافي السريع للاقتصاد ويوفر فرص عمل كبيرة ليس فقط لليبيين ولكن أيضا لجيرانهم الأفقر، ولا سيما مصر.
ونوه إلى أن استعادة النظام قد تعني أيضا فرض ضوابط على المهاجرين الذين يتدفقون عبر ليبيا للمخاطرة برحلة بحرية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، حيث أصبحوا مصدرا لمشاكل اجتماعية وسياسية كبيرة.
وزادت نيويورك تايمز أنه يمكن كذلك لحكومة تتجه نحو الغرب أن تخفف من حدة طموحات روسيا في جنوب البحر المتوسط، والتي تتقدم الآن من قبل مرتزقة مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين، والتي تدعم المتمردين في شرق ليبيا.