تآكل الساحل الليبي يهدد المواقع الأثرية في “برقة” التاريخية، حسب موقع “ذي باست” البريطاني

قال موقع “ذي باست” البريطاني إن دراسة حديثة تشير إلى أن المواقع الأثرية في “أبولونيا” و”بطليميس” المعروفة حاليا بـ”طلميثة” و”توكرة” معرضة لخطر تآكل واسع النطاق.

وأضاف الموقع المهتم بالتاريخ والآثار والفنون القديمة والتراث، أن الدراسة الحديثة سلطت الضوء على مدى سرعة تزايد معدلات تآكل السواحل والفيضانات التي تهدد بقاء البقايا الأثرية المهمة.

وأوضح الموقع أنه من خلال الجمع بين السجلات التاريخية والحديثة لشاطئ برقة، تمكن الباحثون من تحديد وتقييم أنماط التعرية الساحلية قرب المواقع الأثرية الهامة.

وذكر الموقع أن فريقا من جامعة أولستر البريطانية، قام بمقارنة الصور الجوية والأقمار الصناعية للشواطئ على فترات زمنية مختلفة باستخدام نظام تحليل الخط الساحلي الرقمي (DSAS)، وحددوا معدلات وحجم حركة الخط الساحلي، حيث وجدوا أنه إذا استمرت معدلات التعرية الحالية، فإن السواحل في مواقع أبولونيا وطلميثة وتوكرة معرضة لخطر التعرية على نطاق واسع.

وتوقعت الدراسة أن يتعرض الحائط الساتر في “توكرة” المتآكل بالفعل من العصر “الهلنستي” -عصر ما بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد- إلى مزيد من الضرر، وأن خزانًا مسقوفًا – وهو في الأصل هيكل تحت الأرض تعرض لفقدان رواسب الشاطئ – سيضيع بالكامل مع الزمن.

ولفت الموقع إلى أن الطريق الروماني المعبّد في “أبولونيا” يتعرض لخطر التآكل بالكامل، وستعاني بقايا الحمام الروماني – خاصة مدخل الحمام، والثلاجة، والمراحيض، تآكلًا كبيرًا خلال 20 سنة.

وأفاد الموقع بأن مسحا تجريبيا أجري بمنطقة “طلميثة” كشف أن البقايا الأثرية حول المرفأ القديم -والتي تشمل فيلات رومانية بأرضيات من الفسيفساء- قد تختفي خلال العقدين المقبلين.

وتطالب الدراسة، بتوثيق عاجل للمواقع على طول ساحل برقة من أجل الحفاظ على المعلومات حول ماضي ليبيا، لا سيما فيما يتعلق بمشاركتها في شبكات التجارة المتوسطية القديمة.

ويمتد ساحل برقة التاريخية -شرق ليبيا- الممتد من خليج سرت إلى الحدود المصرية الليبية الحالية، وهو غني بالمواقع الأثرية التي تمتد من العصر الحجري القديم إلى العصر البيزنطي.

وبحسب الدراسة فإنه يتوقع أن يتسارع تآكل السواحل بسبب تغير المناخ والإجراءات البشرية، مثل استخراج الرمال وعمليات التمدن، مما يثير الشكوك حول بقاء هذه المعالم الأثرية مستقبلا، وفق “ذي باست”.

المصدر: موقع “ذي باست” البريطاني + قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة