لماذا لم تدعم أبوظبي باشاغا ضد الدبيبة؟ وهل تغيرت سياستها تجاه طرابلس؟ المجلس الأطلسي يجيب

قال المجلس الأطلسي وهو مؤسسة بحثية غير حزبية، إن سياسة الإمارات العربية المتحدة في ليبيا شهدت تحولا منذ هزيمة حفتر في الحرب على طرابلس ووصول الدبيبة إلى الحكم.

وفي مقال تحت عنوان “الإمارات تقوم بتحويل غير مستقر في سياستها تجاه ليبيا .. إليكم السبب”، عزا كاتبه العضو غير المقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي عماد الدين بادي، هذا التحول جزئيا إلى ما سماه إعادة الضبط الكبير في الشرق الأوسط، وسياسة صفر مشاكل التي تنتهجها أبو ظبي مع الجيران، وذوبان الجليد في العلاقات مع المنافسين الإقليميين، وفق تحليله.

وأكد المقال أن تزامن وصول حكومة الوحدة الوطنية، مع إضفاء أبو ظبي الطابع الرسمي على “الاتفاقيات الإبراهيمية” وزيادة تركيزها على الجيران الإقليميين مثل إسرائيل، رسخ رؤيتها للسياسة الخارجية المتمحورة حول البراغماتية والاستقرار الاقتصادي والشراكات التجارية مع ليبيا.

ورجح المقال رضا الإمارات عن الدبيبة رغم عدم ارتياحها له في البداية بسبب علاقاته في الوسط الإسلامي الليبي، لنهجه في المعاملات التي تتماشى مع تحول سياساتها الخارجية بما في ذلك عدم تمكين الدبيبة للجهات الفاعلة الإسلامية داخل إدارته التنفيذية، وسعيه لإحياء صفقات عهد القذافي مع الإمارات في قطاعات الاتصالات والطاقة والبناء.

ومن أهم مظاهر الدعم لحكومة الدبيبة، بحسب المقال، تقليص أبو ظبي الهادئ للدعم المالي لوسائل الإعلام الحزبية الموالية لحفتر والقنوات التلفزيونية التي يشتبه في تمويلها، مما أجبر البعض على الإغلاق، إضافة إلى عدم تنازلها عن تقاربها مع تركيا من خلال مضاعفة نفوذ حفتر أو تقويض الدبيبة المدعوم من تركيا.

وأشار المقال إلى أن الإمارات حولت اهتمامها من حفتر إلى التوسط في اجتماعات تصالحية ودبلوماسية مكوكية بين دائرته ودائرة الدبيبة في محاولة لتصنيع ترتيبات لتقاسم السلطة بين الطرفين، ومن مظاهر ذلك وفق المقال استبدال صنع الله وما أعقبه من رفع حفتر حصاره عن الموانئ النفطية.

وأكد المقال أن اختيار الإمارات عدم المساومة على تقاربها مع تركيا ودعم الدبيبة، تسبب في انفصالها عن شركائها القدامى في ليبيا مصر وفرنسا، ولم تشارك في تركيز باريس منذ مارس الماضي على تقويض حكومة الوحدة الوطنية علنا، ودعم باشاغا في منصب رئيس الوزراء.

وتابع المقال أن هناك عوامل أخرى ساهمت في لامبالاة الإمارات تجاه باشاغا، بينهما محاولة الأخير الانتكاس إلى صراع من شأنه أن يجعلها تعرض علاقاتها الاقتصادية الحالية مع طرابلس للخطر، إضافة إلى ما ستتكبده أبو ظبي من ضرر غير مرغوب فيه في سمعتها إذا شاركت في نوبة أخرى من الحرب الليبية، وهو ما سيضطرها كذلك إلى التنازل عن علاقاتها مع تركيا والولايات المتحدة.

من جهة أخرى قال كاتب المقال إن أبو ظبي يشتبه في أن لديها عداء شخصيا تجاه باشاغا، الذي لعب دورا بارزا في مواجهة هجوم حفتر المدعوم إماراتيا على طرابلس في 2019، مشيرا إلى تكهن البعض بأن المسؤولين الإماراتيين يحملون باشاغا المسؤولية عن الوفاة المزعومة لـ6 جنود إماراتيين، تم نشرهم سرا في قاعدة الجفرة الجوية.

المصدر: مقال بالموقع الالكتروني للمجلس الأطلسي

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة