العربي الجديد: الأطراف التي راهنت مصر عليها في ليبيا واستثمرت فيها لم تكن على قدر التوقعات

قالت صحيفة العربي الجديد إن الأطراف التي راهنت مصر عليها في ليبيا واستثمرت فيها طوال الفترة السابقة، لم تكن على قدر التوقعات، مؤكدة أنها الرهانات المصرية كانت خاطئة بشكل كبير.

وأضافت الصحيفة عبر مصادر دبلوماسية رسمية مصرية، أن هناك حالة ارتباك في الأوساط الدبلوماسية والأمنية المسؤولة عن إدارة الملف الليبي في ظل التطورات المتسارعة في البلد، وأن الأزمة الأخيرة التي تمثلت في الاحتجاجات كشفت عدم صحة التقديرات المصرية بشأن التعامل مع هذا الملف.

وكشفت الصحيفة عبر مصدر مصري خاص مقرب من اللجنة الوطنية المعنية بإدارة الملف الليبي، أن وفداً من جهاز المخابرات العامة المصري زار أخيراً، عقب الاحتجاجات، خليفة حفتر، في قاعدة الرجمة في شرق ليبيا، رغم التراجع المصري الكبير في دعم حفتر، وعدم دعم تطلعاته وأفكاره بشأن الوضع في ليبيا، والتي لا تستبعد الخيار العسكري، إلا أنه كان هناك حرص مصري خلال الأيام الأخيرة على تنشيط قنوات الاتصال مع حفتر لأسباب متعددة، أهمها البعد الأمني، في الوقت الذي لا تزال قواته هي المشرفة على تأمين الشريط الحدودي بين مصر وليبيا.

وعلى صعيد الخطط المصرية للتعامل مع الملف الليبي خلال الفترة المقبلة، قالت الصحيفة إن الأمر معقد للغاية حالياً، خصوصاً أن القاهرة باتت ترى أن كل الأسماء المطروحة على الساحة جزء من الأزمة ولا يمكن الاعتماد عليها في حل.

وشدد مصدر الصحيفة على أنه ليس بإمكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، أو رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا ، إجراء الانتخابات خلال الفترة المقبلة، أو المساهمة في حل الأزمة الراهنة، لافتا إلى أن ما يزيد الأزمة أن أياً من الأسماء المطروحة كبدائل لا تتمتع بالقدر الكافي من التوافق، سواء على المستوى الداخلي في ليبيا، أو بين القوى الدولية والإقليمية اللاعبة في الملف الليبي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مصري أن النظام المصري، والدوائر المقربة منه، باتا يعولان على التفاهم مع تركيا في الملف الليبي، بعد أن أفقدوا القاهرة الكثير من الأوراق التي كان يمكن استخدامها لتحقيق مصالح حقيقية في العلاقة مع الليبيين، أو الأتراك، وهو ما يؤكد التخبط الواضح لمصر في إدارة العلاقات مع الدول، وفق الصحيفة .

ورجّح المصدر أن تتسارع وتيرة التواصل مع تركيا خلال الفترة المقبلة، استكمالاً لمشاورات بين مسؤولين على مستوى أجهزة المخابرات بين البلدين، أسفرت عن توافقات غير مباشرة تمت خلال الأيام الأخيرة، عبر تنسيق من جانب المستشارة الأممية لليبيا ستيفاني وليامز.

كما أوضحت الصحيفة أن مصر تراهن أيضا على دعم أميركي في الكثير من الملفات التي تخصها، من أجل تحقيق مصالح استراتيجية، ومنها الملف الليبي، والذي تريد مصر أن تحقق فيه أهدافها المتمثلة في الفوز بنصيب من كعكة إعادة الإعمار في ليبيا، إضافة إلى ضمان أمن حدودها الغربية، بحسب الصحيفة.

وأكد المصدر أن مسألة الأمن خطيرة بالنسبة إلى مصر، ولذلك فإن أمن ليبيا ضروري لمصلحة مصر العليا، مشيرا إلى أن القاهرة تراهن الآن على دورها في تحقيق المصالح الأميركية، من أجل الحصول على دعم واشنطن، وإن هذه المصالح تتمثل في القبول بالاصطفاف في المعسكر الأميركي المضاد للمعسكر الروسي، والقبول أيضاً بالاتفاقيات المزمع توقيعها بين إسرائيل ودول خليجية.

المصدر: العربي الجديد

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة