تاريخ عريق يتميز به أمازيغ ليبيا منذ أكثر من 2971 عاماً.. بلغة أمازيغية وعلم ذي ألوان زرقاء وصفراء وخضراء ، يُعبر عن أصالة مكون الأمازيغ.
إلا أن هذا الموروث عانى لسنوات طويلة في عهد النظام السابق من الطمس والإخفاء ، ومع اندلاع ثورة 17 فبراير عام 2011، استأنف الأمازيغ الاحتفال بهذه المناسبة التي تصادف الـ 13 من يناير كل عام، بعد أن غُيبت قسراً خلال العقود الماضية.
العلم الأمازيغي الذي يُعبر عن هويتهم الثقافية، ترمز ألوانه الـ 3 لعدة معان، حيث يمثل اللون الأزرق، البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، فيما يرمز اللون الأخضر إلى الطبيعية والجبال الخضراء، أما اللون الأصفر فهو يمثل رمال الصحراء الكبرى.
علم الأمازيغ يتوسطه رمز الزاي ، وهو يعرف بالأبجدية الأمازيغية ” تيفيناغ” حيث يعبر عن الإنسان الحر.
في كل سنة جديدة من العام الأمازيغي، تعلن المدارس الواقعة في المناطق الأمازيغية عطلة رسمية، لإعطاء الفرصة للاحتفال وتبادل التهاني والزيارات وطبخ بعض الأكلات الاحتفالية، ويقدم الأمازيغ التهنئة لبعضهم البعض في هذه المناسبة بعبارة “أسوُقّاس أمقَاز” والتي تعني “سنة سعيدة أو مباركة”.
وفي ليلة رأس السنة الأمازيغية، يجهز الأهالي كل عام وجبة رئيسية تسمى بـ “تميغطال تيرشمين”، و التي تتناول مع تيسفّار “قرقوش”، وأحيانًا مع كتف الخروف وبيضات بعدد فردي.. كما توضع فيها نواة التمر لجلب الحظ ، وفق دراسات حول الثقافة الأمازيغية.
ورغم مرور قرابة 10 أعوام على ثورة 17 فبراير إلا أن مطالب الأمازيغ بدسترة لغتهم في ليبيا لم تتحقق ، ما أدى إلى مقاطعتهم للمجالس التشريعية في البلاد، إضافة إلى هيئة الدستور.
وتعتبر لغة نفوسي التي يتحدث سكان الأمازيغ بليبيا وغيرها من البلدان بحسب اليونسكو من بين 2500 لغة مهددة بالانقراض بحسب منظمة اليونسكو في تقرير سابق.
غير أن عدة مناطق أمازيغية اعتمدت اللغة الأمازيغية في معاملاتها الرسمية ولافتات الطرقات، إضافةً إلى إدراج اللغة في مدارس عديدة خاصة في زوارة وجبل نفوسة.
وينتشر الأمازيغ الليبيون في عدة مناطق أكثرهم في عدد من مناطق الجبل والساحل ، تحديداً في مدن يفرن و نالوت وجادو وزوارة وغدامس وكاباو والقلعة وغات والحرابة وأوجلة وأوباري.
كما يقطن في مناطق الجنوب أمازيغ الطوارق ، ويمتد وجودهم في الصحراء الكبرى بجنوب البلاد.
ووفقاً لعلماء التاريخ فإن اختيار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ينقسم لفريقين، حيث يرى الفريق الأول أن اختيار هذا التاريخ من يناير يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، فيما يرى الفريق الثاني، أن هذا اليوم من يناير، هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شيشانق على الفرعون المصري رمسيس الثاني في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.