ما تزال تحركات واتصالات الدول الفاعلة بالملف الليبي التي نشطت عقب تغير موازين القوى لصالح قوات حكومة الوفاق؛ مستمرة منذ ذلك الحين، في محاولة لتدارك ما آلت إليه الأوضاع على الأرض بعد هزائم مليشيات حفتر المتتالية.
مشاورات إقليمية
وتبادل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، والرئيس التونسي قيس بن سعيد، في مكالمة هاتفية آخر تطورات الأوضاع في ليبيا، إذ أكد الأخير للسراج تمسك بلاده بالشرعية الدولية وبضرورة أن يكون الحل ليبيا ليبيا خالصا، ويعبر عن إرادة الشعب الليبي صاحب السيادة وحده، لأنه هو الذي له الحق المشروع في تحديد مصيره بنفسه.
من جهته، اتفق الرئيسان الجزائري عبدالمجيد تبون والتركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية، على تكثيف الجهود من أجل فرض وقف إطلاق النار لتسهيل الحل السياسي في ليبيا، كمقدمة لابد منها لتسهيل إيجاد حل بين الأطراف.
اتهامات أمريكية لموسكو
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستعمل على حل سياسي مع حكومة الوفاق وجميع الأطراف المستعدة للتفاوض في ليبيا.
وأكدت الوزارة أن موسكو لا تزود مليشيات حفتر بالأسلحة المتطورة فقط، وإنما تسعى لإخفاء تدخلها في ليبيا، مشيرة إلى أن إعادة طلاء المقاتلات الروسية التي نشرتها في ليبيا وكشفت عنها أفريكوم، لن يخفي الحقيقة، وأن أنشطة موسكو المزعزعة للاستقرار في ليبيا واضحة للعيان.
إذن، اتصالات إقليمية وتحركات دولية مكثفة تشهدها الساحة الليبية بشأن الأوضاع المتسارعة في البلاد، تُجمع جلها على ضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي، فهل تتمكن الجهات الدولية الفاعلة في ليبيا من فرض الحل السياسي، أم أن تصاعد وتيرة الاتهامات الأمريكية لموسكو التي تدعم طرفا دون الاخر سيزيد الطين بلة ويطيل من عمر الأزمة.