لم توقف الهدنة ولا التعهدات الدولية ولا جهود المبعوث الأممي المستقيل غسان سلامة صواريخ ميليشيات حفتر عن استهداف الأحياء السكنية والمرافق المدنية بالعاصمة؛ وهو ما فاقم من أزمة النزوح وزاد من معاناة المدنيين في أحياء العاصمة وضواحيها.
نحو 275 ألف نازح
أفاد مدير مكتب الإعلام بصندوق التضامن الاجتماعي أسامة الزياني بتسجيل نحو 55 ألف عائلة لدى الصندوق كنازحين؛ وأن الصندوق تمكن حتى الآن من التأكد من نزوح 35 ألف عائلة مع استمرار سعيهم للتأكد من بقية العائلات؛ وهو ما يؤشر إلى أن أعداد النازحين تتراوح بين 175 ألف نازح و275 ألف نازح بحسب تقديرات صندوق التضامن الذي يعتمد متوسط لأعداد أفراد الأسرة الليبية بخمسة أشخاص.
استمرار نزوح العائلات
الزياني قال لليبيا الأحرار إن القصف العشوائي على مطار معيتيقة وشرفة الملاحة وبقية الأحياء السكنية أدى إلى تزايد أعداد العائلات النازحة من هذه الأحياء؛ وهو ما أخر استكمال إجراءات الصندوق المترتبة على التوثيق في المنظومة وإتمام عملية التسجيل للعائلات النازحة.
تدهور الأوضاع بليبيا
منظمة اليونيسيف بدورها نشرت تقريرا عن استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا ومواجهتها لأزمات سياسية حادة وانقسام اجتماعي وتحديات اقتصادية بسبب استمرار عدم الاستقرار وانعدام الأمن؛ وأكدت اليونيسيف أن العنف المسلح أدى إلى نزوح الآلاف من العائلات وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية الحيوية وأثر بشكل كبير على الوصول إلى الخدمات الأساسية والمياه والمأوى لأكثر الفئات ضعفا.
تأثر 1.8 مليون ليبي بالصراع
اليونيسيف وثقت وفقا لنظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية لهذا العام؛ وثقت تأثير الصراع على حوالي مليون وثمانمائة ألف شخص من بينهم مائتان وثمانية وستون ألف طفل؛ وقتل وأصيب العشرات من الأطفال جراء الغارات الجوية والقصف ونيران الأسلحة الصغيرة والأجهزة والمتفجرات من مخلفات الحرب بالإضافة إلى التلوث الناجم عن الذخائر المتفجرة من مخلفات النزاعات السابقة.
الألغام تهدد الأطفال
تقرير اليونيسيف دان تصاعد الصراع في طرابلس منذ عدوان أبريل ألفين وتسعة عشر، واشتباكات مرزق في أغسطس الماضي؛ والموجة الأخيرة من الاشتباكات المكثفة حول طرابلس؛ وفق التقرير؛ بالإشارة إلى زيادة الخسائر المدنية وتزايد حركة النزوح؛ إضافة إلى تحذير اليونيسيف من تعرض الأطفال والمراهقين بشكل خاص لحوادث الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب؛ وتعرض من بقوا على قيد الحياة إلى صعوبات جسدية ونفسية واجتماعية خطيرة.
قتل ونزوح ومخاطر أخرى متنوعة كلها يتحمل مسؤوليتها مشعلو الحروب؛ الذين شنوا العدوان على المدن المأهولة والأحياء المكتظة فقط ليحققوا أهدافا مشبوهة ويتصدروا المشهد دون المرور عبر بوابة الانتخابات.