لم يكن استهداف حفتر منزلا بمنطقة الفرناج هو الأول من نوعه الذي يطال المدنيين والأطفال، فمنذ عدوانه على العاصمة طرابلس لم يتوقف حفتر ومسلحوه في استهدافهم للمواقع المدنية والطبية، دون أن يكون هناك أي رد فعل دولي تجاه هذه الجرائم.
جنون وصمت دولي !
أطفال عائلة قشيرة ليسوا أول ضحايا جنون حفتر، ولن يكونوا آخرهم بالتأكيد، قبل فترة وجيزة أصيب عدد من الأطفال بعد استهداف الطيران نادي الفروسية بمنطقة جنزور، سبقته إصابة عدد من المدنيين جراء قصف طيران على منطقة تاجوراء، بالإضافة إلى مقتل طفل نتيجة إصابته بشظية بمنطقة خلة الفرجان منذ أيام، وبالتأكيد لا يمكن نسيان مشهد الدمار الذي سببه سقوط قذائف على حي الانتصار أسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح العشرات في أبريل الماضي.
الكل مستهدف
حتى المهاجرون لم يكونوا بعيدين عن نيران المعتدي، حيث سقط نحو 40 قتيلا وأكثر من 130 جريحا بعد استهداف مأوى المهاجرين بتاجوراء من طيران حفتر في يوليو الماضي، حادثة تركت خلفها سلسلة من الإدانات والمطالبات المحلية والدولية دون أي خطوة على أرض الواقع.
حرب بلا أخلاق
سبق كل ذلك جرائم لمسلحي حفتر في بنغازي ودرنة، ولاتزال مجزرة أطفال قنفوذة عالقة في الأذهان بعد أن حاصرهم وقصفهم بجميع أنواع الأسلحة، إضافة إلى أطفال درنة الذين غدرت بهم طائرات الدول الداعمة لحفتر، لتستكمل اليوم بقية مشاهد الحرب الخالية من الأخلاق، فلم يسلم منها المدنيون والأطباء ولا المطارات والمرافق المدنية، بل حتى الأطفال وهم داخل بيوتهم وبين أحضان ذويهم.
ضمانات دولية !
وبحسب كل المعطيات الحالية لايبدو أن حفتر يفكر في إيقاف هجماته على المدنيين، كما أنه لا يكترث بالإدانات الدولية والحقوقية ولا يحترمها، وهو مايثير تكهنات متابعين حول مدى إمكانية حصول حفتر على ضمانات دولية بعدم ملاحقته جنائيا جراء ارتكابه هذه الجرائم.