اجتماعات وتصريحات وجهود دولية تتواصل من أجل هدف عام معلن وهو وقف القتال على تخوم العاصمة وإعادة الحياة للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب على طرابلس.
اهتمام أمريكي متصاعد
هذه خلاصة ما أعلنت عنه السفارة الأمريكية لدى ليبيا عقب اجتماع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند مع سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهو ما يعد استمرارا لحراك دبلوماسي غربي داعم للحل السياسي في ليبيا.
وكان ديفيد شينكر قد التقى السبت الماضي مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، بمقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية التي تعمل موقتا من تونس حيث تطرقا إلى الأوضاع الراهنة والاستحقاقات الإقليمية والدولية الآنية المتعلقة بليبيا بحسب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على تويتر.
اهتمام ايطالي متواصل
إيطاليا هي الأخرى لم تذهب بعيدا عن الملف الليبي فعلى الرغم من التغيير الذي طرأ على الحكومة هناك إلا أن رئيس الوزراء الجديد القديم جوزيبي كونتي أعلن خلال كلمته أمام برلمان بلاده الإثنين أن حكومته الجديدة تولي اهتماما بالغا بتحقيق الاستقرار في ليبيا مؤكدا التزامه المتواصل والشخصي لتحقيق ذلك بحسب وكالة آكي الإيطالية.
دعوة إلى مؤتمر دولي
وفي تقاطع لجهود بعثة الأمم المتحدة مع السفارة البريطانية لدى ليبيا بحث غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني وليامز مع القائم بأعمال السفارة البريطانية في ليبيا نيكولاس هوبتون؛ الوضع الراهن في ليبيا والمؤتمر الدولي القادم الذي يجري التخطيط لعقده حول ليبيا.
حراك قد يكون اتجاهه بحسب المتابعين للمشهد الليبي دعم عقد المؤتمر الدولي بخصوص ليبيا الذي دعا إليه سلامة خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن حيث أعلن شروع بعثة الأمم المتحدة في حملة مكثفة مع الفاعلين الدوليين من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن عقد اجتماع دولي للأطراف المعنية بليبيا لإنهاء النزاع واستئناف العملية السياسية بحسب غسان سلامة.
سلامة كان قد شدد خلال إحاطته في 4 سبتمبر الجاري على أن عقد اجتماع دولي بدعم فعال من شركائنا من المنظمات الإقليمية المعنية بحسب قوله، يظل شرطا لا غنى عنه للحصول على الالتزام الكامل من جانب الفاعلين الخارجيين الرئيسيين لإنهاء النزاع واستئناف عملية سياسية يتولى الليبيون زمامها حسب تعبيره.
فهل ينعقد مؤتمر دولي جاد لحسم النزاع في ليبيا؛ وهل سيضع ذلك حدا لهذه الحرب التي بدأت بعدوان حفتر على العاصمة في الرابع من إبريل الماضي، أم أن هذه التحركات والتصريحات والوعود والمطالبات سوف تبقى حبرا على ورق لتضييع الوقت والضحك على الذقون دون جدوى؛ ما لم يعزم الليبيون عزمتهم وينهوا أزمتهم بأيديهم لا بيد عمر.