تواصل جهود التهدئة بمرزق وسط ترحيب من التبو ورفض للأهالي

تواصل لجنة المصالحة المعنية بمزرق جهودها لإيقاف الاقتتال ونزع فتيل الأزمة، والوصول إلى تسوية بين مكوني العرب والتبو بالمدينة.

وأفاد عضو لجنة المصالحة الهادي السني؛ بترحيب مكون التبو بجهود المصالحة لإيقاف القتال، في الوقت الذي رفض مكون العرب أمس الإثنين لقاء اللجنة.

ترحيب التبو ورفض للأهالي

السني أضاف في تصريح لليبيا الأحرار أن الممثلين عن مكون العرب يصرون على دخول قوة من خارج المدينة لحسم الصراع، مشيرا إلى أن وفد المصالحة موجود على بعد 10 كيلومترات خارج مرزق وينتظر حضور وفد الأهالي لمناقشة جهود التهدئة.

من جهة أخرى قال رئيس المجلس الاجتماعي لتبو مرزق محمد لينو؛ إن وفد التبو عقد لقاء مع وفد المصالحة من المنطقة الغربية، في انتظار أن يلتقي الوفد مع ممثلي الأهالي للوصول إلى تسوية ترضي الطرفين، مؤكدا أن التبو يرحبون بأي جهود لرأب الصدع بالمدينة.

أوضاع إنسانية متردية
المواجهات في المدينة أسفرت عن تدهور الأوضاع الإنسانية، في ظل تعطل جميع الخدمات وانقطاع الكهرباء وإغلاق أغلب المحال التجارية في المدينة؛ إلى جانب أعمال السرقة والحرق للمنازل لاسيما في الأحياء التي شهدت اشتباكات مسلحة.

تداعيات المواجهات شملت أيضا نزوح أكثر من 75% من مكون الأهالي بمدينة مرزق إلى بلدية وادي عتبة بحسب ما كشف رئيس المجلس الاجتماعي بوادي عتبة عبدالقادر الشيخ الذي قال إن أوضاع النازحين سيئة جدا ولن تستطيع البلدية توفير حاجياتهم كونها صغيرة ولا يتجاوز عدد سكانها 20 ألف نسمة, موضحا أنهم استقبلوا قرابة 7000 نازح من مدينة مرزق مما سيثقل كاهلها

جذور الصراع
المناوشات المسلحة كانت تحدث بين المكونين حتى في عهد النظام السابق, إلا أنها لم تكن بحجم الصراع القائم اليوم, حيث لعب مسلحو حفتر في عملية دخولهم إلى مرزق على تداعيات سيطرة التبو على المدينة بعد ثورة 17 فبراير وتأخر مكون الأهالي في الانضمام إلى الثورة, الأمر الذي أضعف موقفهم في المدينة.

ورغم أن جذور الصراع في مرزق تعود إلى خسارة حرب تشاد في ثمانينيات القرن الماضي؛ والتي خلقت مشكلة عرقية فيها، إلا أن المدينة كانت تشهد حالة من التعايش السلمي بين مكوناتها قبل أن يشعل مسلحو حفتر الأوضاع فيها، لتعيش مرزق اليوم واحدة من أبشع صور الصراع القبلي في المنطقة.

Total
0
Shares
مقالات ذات صلة