هذه المرة ليست كسابقاتها فـ 118 دورية ثابتة ومتجولة تجوب شوارع بنغازي وتنتشر في المناطق المحيطة بها هو رقم لافت، كما أن القبض على أكبر عصابات السطو المسلح والسرقة في المدينة، والحصول على اعتراف العصابة بعمليات سطو وقتل وسلب وسرقة كانت جميعها مقيدة ضد مجهول بحسب التحريات العامة؛ يعد كذلك أمرا نادر الحدوث في سجل مديرية أمن بنغازي.
خطط أمنية دون أمن
إنها الخطط الأمنية التي تبدأ ولا تنتهي في بنغازي دون جدوى، فقد قالت مديرية أمن المدينة إن مديرها شدد على ضرورة الانضباط والتقيد بالضبط والربط، في الوقت الذي أظهرت فيديوهات التشكيلات العصابية أنهم من غير الليبيين وربما من المهاجرين غير النظاميين، وهو ما يثير التساؤلات عن مدى صدقية هذه الإجراءات، وهل من المعقول أن الليبيين لا علاقة لهم بما يجري من خروقات أمنية في بنغازي؛ أم أن الرؤوس الكبيرة للإجرام تتمتع بحصانة في مدينة الثورة؟.
أين سهام سرقيوة؟
ما غاب عن هذه الخطة وما لم تذكره المديرية ومديرها هو مصير النائبة سهام سرقيوة ومصير مختطفين آخرين طال غيابهم، وكذلك فإنها لم تجب عن تساؤلات تشغل الناس في المدينة حول هوية من قتلوا الناس بدم بارد وألقوا جثثهم على قارعة الطريق، وكيف يفسرون تحذيرات بوشناف وزير داخلية الثني في وقت سابق خلال اجتماعه بضباط المديرية من أن حالة الاستقرار الأمني في طريقها للتلاشي وأن هناك انهيار أمني وشيك حسب تعبيره..
إستراتيجية أمنية جديدة
وعلى الرغم من إعلان مدير الأمن عادل عبد العزيز عن تغيير إستراتيجي في الخطة الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي، وتقسيمها إلى دوائر ومربعات أمنية بإمرة ضباط أكفاء يتبعون رئيس الخطة لضمان انتشار أوسع لها وتغطية ساعات الذروة وكامل ساعات الليل وساعات الصباح الأولى حسب تعبيره،على الرغم من كل ذلك فإن الانفلات الأمني مازال هو العنوان الأبرز في بنغازي ولا يزال المواطنون الأبرياء هم وقود هذه الانتهاكات..
استمرار جرائم بنغازي
الدوريات الأمنية المطقمة انتشرت في الطوق الخارجي لمدينة بنغازي من بنينا وحتى سيدي علي وسيدي فرج والطلحية، والقوارشة واللويفية وقنفودة وقاريونس بحسب رئيس قسم التحريات العامة بالمديرية رئيس الخطة الأمنية المشتركة المقدم أشرف الفايدي، وهو ما يدفع للتساؤل عن جدوى هذه الدوريات وهل ستنهي ما تشهده المدينة من تفجيرات في هذه المناطق كما حصل في مقبرة الهواري بجنازة اللواء خليفة المسماري ثم ما حصل لموظفي البعثة في المدينة غير بعيدا من الموقع الأول، وبينهما اختطاف سهام سرقيوة التي لم يعرف لها أي مصير حتى الآن.
حالة طوارئ سابقة
وكانت وزارة داخلية الثني قد أعلنت في ديسمبر من العام الماضي حالة الطوارئ القصوى وخططا أمنية عدة، لكن ذلك كله لم يمنع من استمرار عمليات خطف وسرقة وتفجيرات في بنغازي، ليظهر أن المعالجات الأمنية في المدينة قد تكون شكلية لإسكات الرأي العام في ظل عدم تفكيكها مجموعات الخطف والقتل وعجزها عن سحب الأسلحة؛ وهو ما قد يعكس أن هناك من يؤدون دورا وظيفيا لا يريد المتنفذون غيابه في هذا الوقت العصيب..