لعل أبرز ما جاء في إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة أمام مجلس الأمن؛ كان حديثه عن لقاء أبو ظبي الذي جمع حفتر والسراج؛ حينما قال إن الاجتماع جاء بعد رعاية البعثة لجولتين من المحادثات التحضيرية بين مستشاري السراج و حفتر في مكاتب البعثة بتونس، وتمخض عن تلك المحادثات لقاء جمعهما في أبوظبي.
هل يناقض سلامة نفسه؟
سلامة أكد أن الرجلين اتفقا على أن تكون ليبيا دولة مدنية بنظام ديمقراطي تتمتع بالسيطرة المدنية الكاملة على الجيش، وأن يكون انتقال السلطة سلميا؛ إلى جانب ضرورة توحيد مؤسسات ليبيا التي تعاني انقساما منذ أمد طويل وعلى تحديد موعد للانتخابات قبل نهاية هذا العام.
حديث سلامة أمام مجلس الأمن سبقته تصريحات لليبيا الأحرار قال فيها إنه طلب من السراج وحفتر أن يلتقيا بعد أن علم بذهاب حفتر لأبوظبي لإجراء فحوصات طبية؛ وقيام السراج بزيارة رسمية للإمارات، مؤكدا أن ما جرى تناوله في اللقاء هي معلومات يملكها الطرفين اللذين تقابلا فقط، وهي تصريحات راها البعض متضاربة مع ما جاء في إحاطته، ما يطرح تساؤلات حول حقيقة ما جرى في أبو ظبي وما اتفق عليه الجانبان.
سلامة: إما السياسة أو الحرب
سلامة نبه أيضا إلى إمكانية اندلاع نزاع مسلح في وقت قريب إذا حدث أي إخفاق في العملية السياسية، التي سيرسم لها الملتقى الجامع خارطة طريق لإنهاء الفترة الانتقالية؛ من خلال انتخابات برلمانية تتزامن مع أخرى رئاسية، أو من خلال انتخابات تتم على مراحل.
وعن المفوضية العليا للانتخابات قال سلامة إنها مستعدة لتنظيم الانتخابات بعد انتقالها إلى مقرها الجديد، بمساعدة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، مطالبا الحكومة بتوفير التمويل التشغيلي اللازم لإنهاء التحضيرات للانتخابات.
ويليامز تعلن معايير المشاركة ب”الجامع”
وعن ما دار من جدل بشأن هوية المشاركين في الملتقى الجامع قالت نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا ستيفاني ويليامز إن البعثة اختارت المشاركين في الملتقى الوطني الجامع بدقة؛ اعتمادا على سبعة عشر معيارا وضعتها لذلك.
وأوضحت ويليامز خلال زيارة قامت بها إلى مدينة الزاوية؛ أن الملتقى الجامع سيشارك فيه جميع الليبيين من كل المكونات والتوجهات؛ مشيرة إلى أن البعثة استفادت من الأخطاء التي حدثت في اتفاق الصخيرات، وفق تعبيرها.
كما أكدت ويليامز في تصريحاتها مدنية الدولة ورفض البعثة لحكم العسكر وعدم السماح بأن تكون ليبيا كما كانت في السابق، وفق قولها.
النواب والدولة.. هل يجتمعان قبل الجامع؟
دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى تجديد لقاء لجنتي الحوار في المجلسين لوضع صياغة نهائية لما تم التوافق عليه سابقا مساهمة منهم في إنجاح الملتقى الوطني الجامع وتحقيق أهدافه
وأكد رئيس لجنة تعديل الاتفاق السياسي بمجلس الدولة موسى فرج لليبيا الأحرار أن القضايا المتوافق عليها بين المجلسين تتمثل في إعادة هيكلة السلطة التنفيذية بتقليص المجلس الرئاسي إلى رئيس ونائبين وتشكيل حكومة منفصلة عنه تمهيدا لاستكمال بقية الاستحقاقات.
وأشار فرج إلى إمكانية توافق المجلسين حول قانون الاستفتاء على الدستور، موضحا أن ما يحاول المجلس الأعلى فعله هو التوافق مع مجلس النواب على بعض القضايا التي لا تتعارض مع الأهداف المعلنة للملتقى الجامع، حسب تعبيره.
غدامس جاهزة للجامع وتأمل توافق الفرقاء
من جهته أبدى عميد بلدية غدامس جمال الأسود استعداد المدينة لاستضافة الملتقى الوطني الجامع المزمع عقده منتصف شهر أبريل القادم.
وأكد الأسود في تصريح لليبيا الأحرار؛ تلقيهم خطابا رسميا من البعثة الأممية بشأن عقد الملتقى، معربا عن أمله في أن تتوصل الأطراف الليبية إلى حل توافقي ينهي الأزمة الراهنة، وفق تعبيره.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة قد قال إن الملتقى الوطني الجامع سيعقد بين الرابع عشر والسادس عشر من أبريل القادم في مدينة غدامس.