أجرى وفد أمريكي برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميغيل كوريا والسفير ريتشارد نورلاند، مشاورات افتراضية مع مسؤولين ليبيين،للدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لإيجاد حل منزوع السلاح في سرت والجفرة، وإعادة فتح الحقول والموانئ النفطية.
وأكدت السفارة الأمريكية أن الولايات المتحدة ستواصل انخراطها مع الليبيين لرفض التدخل الأجنبي وخفض التصعيد والعمل معا من أجل حل سلمي للأزمة، في حين قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب تراجع عن توريط نفسه في الحرب والصراع الليبي رغم مناشدات تركيا ومصر له بالتدخل.
“تراجع” ترامب
وقالت “سي إن إن” إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عملا على إقناع ترامب بالتدخل دبلوماسيا والضغط على روسيا للتراجع عن أهدافها الخاصة في ليبيا، لكنه أخبرهما أنه يفضل عدم التورط فيما سماه صراعا فوضويا آخر في الشرق الأوسط حسب مسؤولين أمريكيين.
وحتى مع دخول الإمارات والسعودية في محاولة للتأثير، أكد ترامب أنه يفضل تجنب التورط في الملف الليبي قبل الانتخابات الرئاسية في ظل وجود العديد من القضايا المحلية التي تثقل كاهله وحثهم على حل المشكلة فيما بينهم، وهو ما يطرح تساؤلات عن مستقبل الأزمة الليبية مع غياب دور أمريكي فعال؟
تخبط واشنطن
ومع التصعيد في محور سرت الجفرة واحتمالية اندلاع حرب جديدة، قالت “سي إن إن” إن الرئيس الأمريكي لم يسع لإقناع أي من حلفائه بتجنب الدخول في صراع شامل في المنطقة، خاصة في ظل التنافس على فرص الاستثمار المستقبلية في ليبيا وعقود النفط بمليارات الدولارات وتصاعد التوتر في المتوسط.
وأشارت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إلى مشاركة وزير الخارجية مايك بومبيو في مؤتمر برلين على أمل إيجاد تسوية للقضية الليبية وإنهاء التدخلات الأجنبية، لكن ذلك لم يغير شيئا في المشهد خاصة أن البعض يتهم واشنطن بالتخبط وعدم الحياد والتزام الصمت أمام ما يفعله حلفاؤها في ليبيا.
رهان خاطئ
ونقلت “سي إن إن” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله إن السعودية ومصر نجحتا تحت قيادة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في الضغط على ترامب لتغيير السياسة الأمريكية في ليبيا، وقد وافق ترامب على التواصل مع حفتر في أبريل ألفين وتسعة عشر مع بداية عدوانه على طرابلس.
واعتبر البعض وقتها تحولا كبيرا في موقف واشنطن التي تدعم حكومة الوفاق الوطني، وقالوا إن بولتون وآخرين في دائرته أقنعوا البيت الأبيض بأن الرهان على حفتر سيكون واعدا، وفي النهاية تبين بالدلائل أن رهان بولتون كان خاطئا بعد الهزائم التي لحقت حفتر وسقوط مشروعه العسكري.