القاهرة تفشل في إظهار نفسها وسيطا يجمع كل النواب

في ظل الانقسام الذي يعانيه مجلس النواب وتحوله إلى جسمين أحدهما في طبرق مؤيد لعدوان حفتر، وآخر في طرابلس رافض للعدوان؛ تبدو مصر السيسي ماضية في مساعيها لإنقاذ برلمان طبرق برئاسة عقيلة صالح الذي بارك الحرب على العاصمة.

مخاوف مصرية من سحب البرلمان إلى طرابلس

الشعارات المرفوعة لهذه الاجتماعات التي ستستمر ثلاثة أيام؛ لا تعكس واقع الحال إذ تقول القاهرة إن الهدف منها هو البحث عن حل سياسي وتوحيد الصف داخل البرلمان كما تتحدث اللجنة المصرية المعنية بالأزمة الليبية؛ غير أن المغزى منها وبشكل صريح قلق مصري متزايد من سحب البساط من تحت مجلس النواب في طبرق إلى طرابلس؛ وهي غير جاهزة لدفع ثمن لذلك، وفق عديد المتابعين.

موقف ثابت

مساعي القاهرة قد لا تصل بها إلى الهدف المنشود في ظل إصرار النواب المجتمعين في طرابلس على رفض الدعوة المصرية لجمع النواب في القاهرة وهو ما أكده عضو المجلس عن بنغازي جلال الشويهدي لليبيا الأحرار حينما قال إن النواب المجتمعين في طرابلس رفضوا حضور هذه الجلسة التشاورية التي دعت إليها مصر لغموض أهدافها وأجندتها.

وسبق تصريحات الشويهدي بيان رسمي لمجلس النواب في طرابلس رفض فيه المشاركة في اجتماعات القاهرة، مرجعا ذلك إلى غموض أهداف الاجتماعات وأجندتها.

وجاء بيان المجلس بعد جلسة عقدها المجلس الاثنين الماضي، ناقش خلالها الأعضاء الدعوة الموجهة لهم بشكل غير رسمي من الخارجية المصرية، إلى اجتماع بالقاهرة.

وسيط غير نزيه !

عضو مجلس النواب حمودة سيالة عزا في تصريح سابق لليبيا الأحرار، رفضهم الدعوة المصرية إلى أنها مقدمة بشكل فردي من أعضاء اللجنة المصرية دون توضيح مزيد من التفاصيل، قائلا إن الدعوة يجب أن تصل رسميا عبر السلطة التنفيذية المتمثلة في المجلس الرئاسي لتحديدموقفها منه.

Image result for ‫حمودة سيالة‬‎
عضو مجلس النواب حمودة سيالة

ويعزو النواب قرارهم الثابت بعدم حضورهم إلى الموقف الذي تلعبه مصر في هذه الحرب التي تشن على العاصمة والتي تجاوزت المئة يوم أظهرت من خلالها القاهرة ازدواجية الخطاب بشكل واضح بين الإعلان قولا اعترافهم بحكومة الوفاق؛ ودعمهم السياسي والعسكري المتواصل لخليفة حفتر حتى وصفها النائب عن بنغازي علي بوزعكوك بالوسيط غير النزيه؛ باعتبارها دعمت حفتر في حربه على بنغازي ودرنة وأخيرا في طرابلس.

حراك لتشكيل حكومة

وتظهر المساعي المصرية الجديدة نحو التسريع بإظهار مشروع مدني مواز لشخصية حفتر العسكرية من خلال العمل مع النواب في طبرق على تشكيل حكومة سموها حكومة وحدة وطنية وفق ماجاء على لسان رئيس المجلس عقيلة صالح.

تصريحات صالح أكدتها مصادر للأحرار في تصريحات سابقة حول الضغط على حفتر بل إجباره على قبول الحكومة المزمع تشكيلها برئاسة العارف النايض حتى وصل تهديدهم له إلى حد سحب الدعم العسكري والمالي فأي مستقبل يواجه هذه المساعي في ظل شخصية الرجلين الطامحين لكرسي السلطة دون منازع.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة