طاولة باتيلي تثير الخلاف بدل الحوار

الطاولة الخماسية.. عنوان رئيسي لحل أزمة الخلاف بشأن القوانين الانتخابية في ليبيا، ولكن الأطراف الخمسة المدعوة تضع شروطها على طاولة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، قبل بدء الحوار بشكل رسمي.

من جهتهما، يشترط مجلس النواب وخليفة حفتر -حسب مصادر مقربةمنه- حضور حكومة حمّاد للاجتماع، وأن تكون الأجندة هي تشكيل حكومة جديدة وليس الحديث حول القوانين الانتخابية، بينما يدب الخلاف داخل المجلس الأعلى للدولة حول آلية اختيار ممثليه، وتذهب حكومة الدبيبة للترحيب المشروط بـ”قوانين الانتخابات” كأجندة للقاء.

وفيما يلتزم الرئاسي الصمت، يبدو أن هناك ترحيبا ضمنيا جاء خلال لقاء رئيسه محمد المنفي والمبعوث الأممي عبد الله باتيلي واتفاقهما على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة للتوصل بشكل نهائي إلى حل للقضايا الخلافية العالقة للتمكن من إجراء الانتخابات.

“خلاف داخل مجلس الدولة”

نقلت مصادر من مجلس الدولة تفويض رئاسة المجلس 3 أعضاء لتمثيلها في مبادرة باتيلي الخماسية، وهم موسى فرج عن الشرق ومحمد الهادي عن الجنوب ومحمد بوسنينة عن الغرب.

خطوة أثارت انقسام المجلس الحاصل منذ الإعلان عن التعديل الدستوري 13, ما دفع الأعضاء إلى مقاطعة الجلسة والانسحاب منها، حسب تصريح عضوي المجلس أمينة المحجوب وعادل كرموس للأحرار.

خلاف بين تكالة ونائبه

النائب الثاني لرئيس المجلس عمر العبيدي ذكر للأحرار أن عملية الاختيار جرت دون آلية واضحة وهو ما سيؤدي لتعقيد المشهد أكثر وإطالة أمد الأزمة وتعطيل الانتخابات، وأن المجلس سيكون له رأي آخر تجاه هذا الاختيار.

“الدعوة لتكالة شخصياً”

وفي سياق الاستقطابات الحاصلة، قال عضو المجلس الأعلى للدولة محمد امعزب إن الطاولة الخماسية هي للقادة الخمسة الرئيسيين، وأن دعوة باتيلي كانت واضحة وهي دعوة القادة الخمسة فقط.

وتابع امعزب للأحرار أن الدعوة كانت موجهة لرئيس المجلس محمد تكالة بتسمية ممثلين عنه في الاجتماع التحضيري، وأن لا مبرر للأعضاء للاحتجاج على تسميته للأعضاء الممثلين عنه.

“أجسام منقسمة على نفسها”

وتساءل المحلل السياسي عصام الزبير عن جدوى عقد الطاولة الخماسية وتقريب وجهات النظر بين أطرافها الرئيسية، إذا كانت الأطراف نفسها منقسمة على ذاتها مثل المجلس الأعلى للدولة.

وذكر الزبير للأحرار أن النقاشات أصبحت حول أشخاص بعينهم، وليس حول أجندة وطنية للخروج بالبلاد من أزمتها ووضعها على سكة الاستقرار، بحسب وصفه.

“التحجج بتمثيل حكومة حماد”

ويقول المحلل السياسي عبدالسلام الراجحي إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يتحجج بعدم تمثيل حكومة حماد في الطاولة الخماسية، وذلك لعدم رغبته هو أيضا في المشاركة.

الراجحي يوضح للأحرار أن عقيلة صالح يريد تنفيذ التعديل الدستوري 13، بتشكيل حكومة جديدة فقط، معتبرا أن هذا التعديل أعطى صلاحيات كبيرة لعقيلة ومجلسه في اختيار الحكومة والوزراء القادمين. 

وتابع الراجحي أن هدف عقيلة صالح الرئيسي هو إفشال الطاولة الخماسية، مضيفا أنه حتى إذا شارك حماد في الاجتماع فإن عقيلة سيعمل على إفشاله.

ويسعى باتيلي من خلال الطاولة الخماسية لحل الأزمة الليبية لكن الطاولة خلقت أزمة جديدة، فهذه عادة ليست جديدة عند السياسيين الليبيين.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة