مقتل ابن وزير الدفاع الأسبق المهدي البرغثي بعد القبض عليه في بنغازي

أفاد مصدر من عائلة وزير الدفاع الأسبق المهدي البرغثي بمقتل ابنه “إبراهيم” بعد القبض عليه من قوات حفتر على خلفية اشتباكات السلماني الأخيرة ببنغازي.

وقال المصدر من عائلة البرغثي لقناة ليبيا الأحرار، إن قوات حفتر طلبت منهم استلام جثة ابنهم إبراهيم دون أن تذكر أي تفاصيل عن كيفية وفاته وأسبابها.

عودة ابن البرغثي

ورجع إبراهيم مع والده إلى بنغازي في السادس من أكتوبر الجاري، قبل أن تقع اشتباكات عنيفة بمنطقة السلماني الشرقي، الحي الذي تقطنه أسرة البرغثي، في محاولة للقبض على المهدي البرغثي والعائدين معه، حيث قَطعت على إثرها قوات حفتر الاتصالات عن المدينة وضواحيها لأيام.

وبعد أيام من التوتر الأمني بالمدينة تحدّثت مصادر إعلامية موالية لحفتر عن انتهاء ما سمتها عملية أمنية استهدفت ما وصفتها بـ”خلايا أمنية” في بنغازي، في إشارة إلى المرافقين للمهدي البرغثي.

وأشارت صحيفة المرصد الموالية لحفتر نقلاً عن مصادر عسكرية إلى مقتل بعض الأشخاص والقبض على آخرين، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية.

المدعي العسكري وإصابة للمهدي

وكان المدعي العسكري بقوات حفتر فرج الصوصاع قد أكد إصابة المهدي البرغثي إصابات بليغة وخطيرة مع عدد من مرافقيه، أثناء الاشتباكات الأخيرة في بنغازي.

وأضاف الصوصاع في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء من حكومة حماد الجمعة ببنغازي، أن البرغثي دخل المدينة برتل مسلح رفقة 40 إرهابيا حسب تعبيره، مشيرا إلى أنهم أرسلوا دورية شرطة عسكرية للبرغثي لتسليم نفسه لكنه رفض، حسب قوله.

وكان البرغثي قد ظهر في مقطع فيديو وهو بصحة جيدة في فيديو نشره الإعلام الموالي لحفتر والذي أكد إفراج الأمن الداخلي ببنغازي على البرغثي والسماح بنشر فيديو عملية إخلاء سبيله.

ووصف جهاز الأمن الداخلي البرغثي ومن معه بـ”الخلية التخريبية” والتي حاولت زعزعة استقرار المدينة، مشيرا إلى أنه أطاح بالبرغثي وعدد من الأشخاص معه في قبضته وقبضة القوات المسلحة.

كما أوضح الجهاز أن تأخر نشر خبر اعتقاله لضمان الإطاحة ببقية خليته في عدة مناطق وفق تعبيره.

تحذيرات قعيم

وكان وكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة فرج اقعيم قد هدّد بـ”الضرب بيد من حديد” الناشطين والمدونين في بنغازي، واصفا القوات التي يقودها المهدي البرغثي بأنها خلايا إرهابية.

وحذّر اقعيم في تسجيل مرئي أبناء القبائل من التواصل مع قوات البرغثي، متهما إيّاها بقطع كوابل الاتصالات عن بنغازي.

قتلى في الاشتباكات

من جهته أعلن وزير الصحة بالحكومة المكلفة عثمان عبد الجليل سقوط خمسة عشر قتيلا بينهم ستة من قوات حفتر في الاشتباكات التي دارت ببنغازي ضد موالين للمهدي البرغثي، الجمعة الماضية، على حد قوله.

وقال مرافق البرغثي عبدالسلام سالم للأحرار، إن الهجوم على منزل العميد كان من قبل مليشيات مدججة بالسلاح تتبع مباشرة لأبناء حفتر، قامت بالرماية مباشرة على أحياء سكنية بها مدنيون دون سابق إنذار، بحسب قوله.

بلدية بنغازي تدين

من جهتها، دانت بلدية بنغازي دخول البرغثي ومجموعة مصاحبة له إلى المدينة، واصفة إياهم بـ”المخربين” الذين قدموا لشق الصف وزرع الفتنة بين أبناء القبيلة.

وأكدت البلدية في بيان لها وقوفها إلى جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، داعية إلى عدم الانجرار وراء الشائعات، حسب وصفها.

عمدة البراغثة يتنصل

من جانبه دعا عمدة قبيلة البراغثة عبدالسلام عبدالعاطي إلى إبعاد القبيلة عن قضية “المهدي البرغثي ” ومن معه، مؤكدا أنها ليست قضية اجتماعية وبأنه عسكري ويخضع للقانون العسكري، وفق قوله.

وقال عبدالعاطي في تسجيل بُث على إحدى القنوات، إن هناك من يحاول شراء الذمم بالمال الفاسد لتكون معاول هدم، مشددا على أنهم ضد ما يحدث في مدينة بنغازي ومن يروج له.

واتهم عمدة البراغثة من سمّاه “الإعلام التابع للدبيبة” بالهجمة “الشرسة” ضد قبيلة البراغثة الداعمة للقوات المسلحة هي وأبناؤها طيلة معركة الكرامة إلى اليوم، حسب وصفه.

قلق أممي

في المقابل، أعربت البعثة الأممية عن قلقها جراء الاشتباكات المسلحة في بنغازي واستمرار انقطاع الاتصالات ‬عن المدينة.

ودعت البعثة في بيان لها السلطات في شرق ليبيا إلى إعادة تشغيل جميع الاتصالات بشكل عاجل في بنغازي، بعد قطعها منذ اندلاع الاشتباكات الجمعة الماضية.

وأشارت البعثة الأممية إلى مواصلتها التحري عن التقارير الواردة بشأن وقوع ضحايا مدنيين، مذكرة جميع المنخرطين في الاشتباكات بضرورة احترام التزاماتهم بحماية المدنيين.

حماد يكذّب البعثة

وفي رد على البعثة الأممية قال رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد إنها حولت عملية أمنية محدودة ضد مجموعة تخريبية لمدة ساعتين مساء يوم الجمعة الماضي إلى اشتباكات مستمرة، مبديا استغرابه من هذه التصريحات.

واستنكر حماد بيان البعثة قائلا إنها دائماً ما تقع في مغالطات وتتسرع في نشر بيانات لها ثم تعتذر بعد ذلك، داعيا إياها إلى الحرص على نقل الحقيقة عن طريق تأكدها من مكتبها في بنغازي.

شهادات مرافقي البرغثي

من جهة أخرى، أكد أحد مرافقي المهدي البرغثي إلى بنغازي عبدالسلام أن عودة البرغثي لبنغازي كانت بعلم خليفة حفتر وبتنسيق من مشايخ بعض القبائل.

وأضاف سالم للأحرار، أن القوة التي جاءت لمنزل البرغثي باشرت الضرب بالأسلحة دون سابق إنذار وسط منطقة مكتظة بالسكان، مستغربا عدم حضور الشرطة العسكرية لإحضار المهدي البرغثي من منزله إذا كان مطلوبا بالفعل.

كما أكد أحد المقربين من المهدي البرغثي “ناصر اشويقي” أن مشايخ العواقير وأولهم عبدالسلام عبد العاطي هم من أقنعوا المهدي بالرجوع إلى بنغازي وضمنوا له دخولها، وفق تصريحه لليبيا الأحرار.

الدبيبة يطالب بالتحقيق

وبدوره، طالب الدبيبة النائب العام بفتح تحقيق في الأحداث، داعيا الجهات الأمنية في بنغازي إلى القيام بواجبها، في حماية أهل بنغازي.

وتابع الدبيبة أن مثل هذه الحوادث، لا تهدد حياة المواطنين وسلامتهم فحسب، وإنما تمس وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي.

وقال الدبيبة إن لديهم تقارير تفيد بحدوث مواجهات مسلحة في بنغازي وقطع متعمد لشبكات الاتصالات بشكل كامل، ما جعل المدينة معزولة تماما عن العالم.

زوجة البرغثي تفنّد روايات حفتر

وكانت زوجة البرغثي أكدت أن زوجها رجع إلى بنغازي تحت ضغط مشايخ قبيلته وأقاربه الذي استمر لعام كامل، رغم رفضه الفكرة من أساسها لعدم ثقته في مشايخ القبائل وقوات حفتر المسيطرة على المنطقة الشرقية.

وأضافت زوجة البرغثي في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، أن شيوخا من القبيلة ظلوا يترددون على المهدي لإقناعه بالعودة ووصفهم الوضع في بنغازي بـ”الذل” تحت وطأة سيطرة حفتر وأبنائه.

وأكدت زوجة البرغثي أنه اشترط عليهم ألا يتخلى عن صفته العسكرية وألا يُجبر على الذهاب إلى الرجمة حيث مقر حفتر وقيادته العسكرية، مشيرة إلى أنه لم يأت بنية القتال وأنه استقبل استقبالا حافلا عند رجوعه لبيته.

صدّام حفتر متهم

ولفتت زوجة البرغثي إلى أنه بعد الانتهاء من الاستقبال وعند الخامسة فجرا حدثت مداهمة بالأسلحة الثقيلة والمدرعات من قبل صدام حفتر وكتيبة 166 وكتيبة طارق بن زياد، مؤكدة سماع أوامر للمقتحمين بحرق كل شيء أمامهم وهدم البيوت واستمرار الاشتباكات إلى العاشرة صباحا.

وأضافت زوجة المهدي أن الذين دخلوا بيت زوجها لم يكونوا بلباس عسكري وكانوا يطلقون الرصاص دون توقف، واجتجزوا النساء والأطفال رهائن لمدة 4 أيام دون طعام أو شراب حتى يسلم البرغثي نفسه، مؤكدة أن زوجها سلم نفسه منذ اليوم الأول سليما وليست به أية إصابة.

كما أشارت زوجة البرغثي إلى أن شيخ القبيلة عبدالسلام عبدالعاطي تم القبض عليه واحتجازه لـ 4 أيام، بعد استقباله لزوجها بذبح الخرفان وترحيبه بعودته، مستنكرة تبرؤه منه بعد خروجه من الحجز.

تهديدات بحضور قعيم

وذكرت زوجة البرغثي أن شخصا من المقتحمين أمر النساء بالركوب في سيارة عسكرية ولما رفضن هددن بالحبس وذلك في حضور وكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة فرج قعيم دون أن يرد الأخير على التهديدات .

كما أكدت زوجة البرغثي أن حفتر أمر بإحضاره حيا إلى مكان إقامته بالرجمة، وأنه تم إرساله كما أمر دون أي إصابة، مبدية استغرابها من إعلان المدعي العسكري التابع لحفتر عن إصابته إصابة بليغة.

وقالت زوجة البرغثي إنهم تعرضوا لسرقة الذهب والأثاث وتخريب البيت وإذلال النساء بالسلاح وإرغامهن على عدم الخروج أو التحرك، مشيرة إلى أن حصيلة الاشتباك الأولى أمام المنزل أسفرت عن مقتل طفل بعد رماية مباشرة و5 آخرين أحدهم حرقا.

وطالبت زوجة البرغثي البعثة الأممية بمعرفة مصير زوجها ورفاقه وابنها وأخيها، مؤكدة وجود مقاطع وصور تدل على سلامة البرغثي، متهمة حفتر وأبناءه وكتائبه ومحملة إياهم مسؤولية سلامتهم.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة