هجرة المتوسط.. من الضحية ومن الجاني؟

أزمة هجرة المتوسط.. عنوان يلاصق ليبيا المتعثرة بأزماتها السياسية، منذ عام 2014, وهو عام الانقسامات، والتي كان أبرز إفرازاتها ملف الهجرة، فمن يتحمل المسؤولية؟

مؤخرا أطلقت حكومة الوحدة الوطنية حملة عسكرية بالساحل الغربي لضرب أوكار تهريب البشر والجريمة، وعلى الضفة الشرقية حملة أمنية أخرى لمكافحة أزمة الهجرة أيضًا، تنفذها الأجهزة الأمنية هناك.

“من صوفيا إلى إيريني”

يقول المحلل السياسي محمد الهنقاري إن الاتحاد الاوروبي يلعب في أزمة الهجرة دور ضحية، إلا أن هناك دولة هي المتورط الأول، مشيرا إلى ضلوع إيطاليا المباشر في هذه الأزمة.

ويتابع الهنقاري للأحرار بأن الاتحاد الأوروبي لم يحقق نتائج عبر عملية إيريني الحالية لمنع تهريب السلاح، أو سابقًا عبر عملية صوفيا لوقف تهريب البشر، معتبرا العملية معقدة نافيًا اقتصارها على الساحل الليبي.

وفي هذه النقطة، يتحدث خبير العلاقات الدولية محمد رجائي أن ظاهر عملية إيريني منع تهريب السلاح إلى ليبيا، إلا أن هدفها الحقيقي هو التخفيف من عدد اللاجئين والمهاجرين القاصدين أوروبا عبر ليبيا.

“لماذا تُلام ليبيا؟”

محمد رجائي في حديثه للأحرار يُرجع اللوم إلى ليبيا، بسبب عدم الاتفاق على إيجاد حل للأزمة السياسية، والاتفاق على حكومة واحدة، مستشهدا بتخصيص الاتحاد الأوروبي نحو 180 مليون يورو إلى ليبيا لكن لم يرسلها بحجة عدم وجود جهة واحدة، رغم اعترافه بحكومة الوحدة الوطنية.

ويضيف رجائي أن اللوم يقع أيضًا على الدول الأجنبية المتخاذلة في الشؤون الداخلية للدول العربية، معتبرا في الوقت نفسه أن هذا لا يسقط العذر عن الأطراف السياسية الداخلية في ليبيا، وأنه لا يجب إلقاء العذر على الدول المتخاذلة.

“أوروبا مسؤولة عن الأزمة”

ويرى رئيس المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات السنوسي البسيكري أن أوروبا مسؤولة عن الأزمة بتناقض مواقفها، فهي تصف ليبيا بأنها دولة فاشلة وتقبع تحت حكم المجموعات المسلحة والفساد، ويريدون منها أن تتعامل إزاء الهجرة كدولة قائمة في وضعها الطبيعي.

ويضيف البسكيري عبر الأحرار أن أساس المشكلة يعود للسنوات الماضية التي تشكلت فيها العلاقة بين دول الجنوب ودول الشمال، وأن تلك العلاقة كرست التخلف والفقر طيلة تلك السنوات، وهذه هي النتيجة.

ويختتم البسكيري قوله بأن على أوروبا أن تقتنع بأن هذا الملف أكبر من ليبيا، ولا يتم تحميل تبعات هذه القضية لطرابلس، فهي تعيش في ظرف صعب وإمكانيات محدودة ولا يمكنها تحمل الملف وحدها.

وبين تونس وليبيا تتبادل دول شمال إفريقيا جسر العبور نحو أوروبا، لمهاجر يهرب من الموت جوعا إلى الموت غرقا أو لجوءًا.

المصدر | قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة