بنغازي بين التطوير وإزالة التاريخ.. ماذا يحدث في “وسط البلاد”

“إعادة الإعمار والاستقرار”.. شعار رفعته الحكومة التابعة للبرلمان بالاشتراك مع ما يعرف بـ “القيادة العامة”، وشكلت لهذا الهدف لجنة سُمّيت بالاسم ذاته، إلا أن أعمالها لم تسلم من مرمى الانتقادات والاتهامات جراء إزالتها مبانيا تاريخية وسط بنغازي، بحجّة أنها تضررت من الحرب بالكامل.

أبرز المعالم التي طالتها أعمال الإزالة والهدم في المدينة هي: سينما برينيتشي، وسوق الربيع والمقر السابق لبنك روما، وبنك التوفير في برقة، وميدان السيلفيوم، وقصر بروسديشيمي.

بنغازي مدينة منكوبة

ويقول عضو مصلحة الآثار الليبية “رمضان الشيباني” إن عددا كبيرا من المباني التي أزيلت، كان بالإمكان إنقاذها والحفاظ عنها، مشيرا إلى أنه كان من الضروري إشراك جهاز المدن التاريخية في هذه أعمال التطوير

ويكمل الشيباني حديثه للأحرار بأن جزءا كبيرا من المدينة التاريخية في بنغازي جرى تدميره بسبب الحرب أو بسبب أعمال التطوير مؤخرا، مضيفا: “بنغازي فقدت جزءا من ذاكرتها وهويتها وأصبحت مدينة منكوبة” بحسب وصفه.

بنغازي مازالت تحافظ على تاريخها

وفي رده على الشيباني يقول المحلل السياسي خالد الترجمان إن مدينة بنغازي مازالت تحافظ على تاريخها وتاريخ ليبيا أيضا، مضيفا أنه كان على الذين يقفون على أعمال التطوير طرح مشاريعهم على أهالي المدينة بشكل كامل قبل البدء في أعمال التنفيذ.

وتابع الترجمان للأحرار أنه كان لزاما على لجنة إعادة الإعمار والاستقرار إشراك الجهات المختصة لتحديد المباني التي يجب إزالتها والتي لا يمكن إعادة ترميمها.

ويضيف الترجمان أنه قبل إزالة هذه المباني كان يجب إيجاد مخططاتها لدارسة كيفية إعادة بنائها وعلى أي أساس سيكون ذلك إلى جانب التفاصيل الأخرى.

إسناد التطوير إلى المختصين وليس العسكريين

ويصف المحامي فتحي تربل أعمال الإزالة التي طالت المباني التاريخية بالعبث، قالا إنه لا أحد يعترض على أعمال التطوير والإعمال، ولكن هذه المشاريع يجب أن تجرى من قبل المختصين، وليس من قبل العسكريين والمستثمرين الذين يفكرون في الأرباح فقط.

ودعا تربل عبر الأحرار إلى الكشف عما يحدث في كواليس هذه الأعمال والكشف أيضا عن أصحاب المشاريع والمستثمرين، مؤكدا أنه حتى عند حدوث نهضة عمرانية وخلق استثمارات يجب مشاركة أصحاب هذه المباني من المواطنين وإعطائهم حصصا في هذه الاستثمارات وليس تعويضهم بمبالغ مالية بسيطة لا تعادل القيمة الحقيقية.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة