عسكريا في 2022.. لا سلم دائم ولا حرب طويلة، والنفط ظل مهددا بالإغلاق

الحصاد العسكري لـ2022.. اشتباكات بين مؤيدي الحكومتين، وتغير خارطة السيطرة في العاصمة، وحفتر يكتفي بالخطابات
عسكريا في 2022.. لا سلم دائم ولا حرب طويلة

خلافا للسنة الماضية كانت البندقية خيارا حاضرا خلال 2022، فقد بدأت التحركات العسكرية في مارس والأحداث تداخلت مذ سحب البرلمان ثقة حكومة عبد الحميد الدبيبة وذهب إلى فتحي باشاغا رئيسا لحكومة جديدة في فبراير.

سيناريو الحرب مازال قائما

عاشت ليبيا نفس الوضع الذي عاشته في 2014، حكومتين متناحرتين واحدة في طرابلس ترفض التسليم، والأخرى استقرت في سرت تتمسك بالشرعية وتطلب العاصمة مستقرا، وكان سيناريو الحرب قائما يحاصر طرابلس بكل إرهاصاته، الحقول النفطية أقفلت والموانئ تعطلت، وأعلنت في أبريل القوة القاهرة وشل النفط وعلقت لجنة الخمسة عن الشرق عملها وبلغ التوتر ذروته.

اشتباكات في العاصمة

وانفجر المشهد في مايو واندلعت أول اشتباكات في قلب العاصمة، وقبلها في جنزور بين موالين لحكومتي الدبيبة وباشا وانتهت بخروج الأخير من طرابلس، فأقال الدبيبة أسامة وجويلي عن وزارة الدفاع وآمر كتيبة النواصي نائبا لرئيس جهاز المخابرات.

لم تلتقط طرابلس أنفاسها حتى اندلعت في يونيو اشتباكات أخرى في سوق الثلاثاء بطرابلس بين النواصي والردع، وتوالت الأحداث أواخر يونيو بفشل توافق عقيلة والمشري، وانتهاء صلاحية اتفاق جنيف وإقالة صنع الله وتعيين بن قدارة.

الكلمة للشارع

في يوليو رفعت القوة القاهرة واستؤنف إنتاج النفط والتقى الناظوري الحداد لأول مرة في طرابلس وغادرت وليامز منصبها وفشلت مساعيها، لكن المظاهرات عمت الشوارع غضبا في وجه الجميع، فأحرق مقر البرلمان في طبرق وعلت الأصوات الرافضة لكل الأجسام شوارع مصراتة وطرابلس.

عودة الاشتباكات وتغير خارطة العاصمة

وفي ظل هذا التواتر الشعبي، لم تستبعد عودة الاشتباكات إلى العاصمة وهو ما حدث بالفعل، ففي أواخر أغسطس اندلعت اشتباكات أكثر عنفا استمرت 24 ساعة، وأسفرت عن سيطرة قوة دعم الاستقرار الموالية لحكومة الوحدة تحت قيادة غنيوة الككلي ذات المواقع المتعددة وأبرزها أبوسليم، على مقرات اللواء 92 مشاة بقيادة هيثم التاجوري الموالي لباشاغا، وهي معسكر 77 في طريق السور، ومقر الكتيبة 92 في شارع الزاوية، ومقر الإذاعة في شارع النصر وسط طرابلس، وهكذا تغيرت خارطة طرابلس العكسرية.

من جهتها سيطرت قوات الردع غير المحسوبة على الطرفين، تحت قيادة عبد الرؤوف كارة ومقرها الرئيسي منطقة معيتيقة، على مواقع النواصي تحت قيادة مصطفى قدور، في طريق الشط وسائر المواقع في امتدادها ومقر المخابرات كذلك، وميناء طرابلس البحري أيضا، إضافة إلى جمواقع الردع الأساسية الأخرى مثل القاعدة البحرية.

وهكذا تمددت قوات الردع، بداية من الأبراج مرروا بطريق الشط ووصولا إلى جزيرة الثلاثاء، وأيضا طريق السكة في وسط العاصمة بما فيها المرافق الحيوية في تلك المناطق، وفي مناطق جنوب طرابلس انتهت الاشتباكات بسيطرة قوة الأمن العام ومقرها حي الأندلس بقيادة عماد الطرابلسي قبل نحو شهر من توليه وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة.

حفتر يتفرغ للخطابات والزيارات

في الشرق لم يتعد حفتر إلقاء الخطابات واعتاد الزيارات هنا وهناك، وأخذت لغته عدة أطوار بدأت بمطالبة الشعب بتصدر المشهد وانتهت إلى عودته بالتلويح بالسلاح زاعما منح السياسيين الفرصة الأخيرة للوصول إلى حل.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة