حذر مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى طرابلس، معرقلي حل الأزمة في ليبيا من إعادة تقييم علاقة واشنطن معهم، مشددا على ألا حل إلا عبر الانتخابات.
وقال نورلاند إنه أكد خلال عدد من اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين ليبيين، الضرورة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء قاعدة دستورية تفضي إلى انتخابات موثقة وشفافة بما يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي.
وعقد نورلاند خلال زيارته التي بدأها الثلاثاء الماضي إلى طرابلس، اجتماعات مع مسؤولين حكوميين وشركاء دوليين ومجتمع المانحين بما في ذلك ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية الليبية وبعثة الأمم المتحدة والبنك الدولي والمجلسين الرئاسي والأعلى للدولة الليبيين ومفوضية للانتخابات، وفق ما صرح به خلال المؤتمر الصحفي نفسه.
ودعا نورلاند القادة والمؤسسات الليبية إلى استخدام نفوذهم في الدفع نحو هذا الهدف، محذرا من أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، مشيرا إلى أن واشنطن قد تعيد تقييم علاقاتها مع الجهات الفاعلة والمؤسسات التي تؤخر وتعرقل التقدم نحو الحلول السياسية.
وبخصوص حكومتي الدبيبة وباشاغا المتصارعتين، قال نورلاند إن الاتفاق بين رئيسيها أمر ممكن، مشددا على أنهم ليسوا في موضع موضع تأييد للدبيبة أو باشاغا وأن كلاهما من مصراتة ويعرفان بعضهما، مما يجعل توافقهما ممكنا، وفق تعبيره.
وتابع نورلاند، أن التهديد المستمر بإغلاق النفط والاشتباكات الأخيرة بين الميليشيات والغضب الشعبي عقب صدور تقرير ديوان المحاسبة، كل ذلك يبرز الحاجة إلى مزيد من الشفافية المالية والمساءلة لصالح الليبيين.
وشدد نورلاند على أن الشيء الجيد حتى الآن في ليبيا، هو صمود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020 واستمرار سريانه، مؤكدا أنه في حال خرق الاتفاق وتصاعد الوضع الحالي، حينها لا بد أن ينظر المجتمع الدولي عن كثب ويعرف من المسؤول، وأن بلاده تدعم مغادرة القوات الأجنبية للأراضي الليبية وتوحيد الجيش وعمل اللجنة العسكرية.
من جهة أخري وتزامنا مع زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أكد نورلاند أنهم حريصون على معرفة مصير النائبة سهام سرقيوة مثلما يسعى الليبيون لذلك.
ولفت المبعوث الأمريكي، إلى أن بلاده اختارت ليبيا كدولة رئيسة في استراتيجيتها لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار وهي ملتزمة بالشراكة مع الليبيين لدعم مستقبل أكثر استقرارا بقيادة حكومة منتخبة وموحدة، مؤكدا أنهم يركزون على إعادة فتح السفارة الأمريكية والتواجد بشكل دائم في طرابلس وبنغازي وسبها.
المصدر: مؤتمر صحفي للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند
