قال وزير النفط والغاز “محمد عون”، إن المطالبات المحلية والخارجية بتوزيع إيرادات النفط في ليبيا على أساس إقليمي، مجرد بدعة لا هدف من ورائها سوى إثارة وزيادة الخلافات، مبديا معارضته لتلك الدعوات.
وأكد “عون” في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن الإيرادات النفطية في البلاد توزع بشكل عادل بين المدن، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة في العالم تدعو إلى توزيع إيرادات الثروة على النحو الذي يحدث في ليبيا.
وأوضح “عون” أن المعمول به هو وجود ميزانية عامة تتساوى فيها المبالغ المرصودة لمشروعات التنمية بعموم البلاد بلا تفرقة، كبناء المدارس والمستشفيات وتشييد الطرق ومحطات المياه والكهرباء.
وقال عون إن الإيرادات النفطية توزع فعلياً بشكل عادل عبر 35 وزارة بالحكومة، بالإضافة إلى مخططات مشروعات التنمية التي من المزمع إقامتها بمختلف المدن، وفقاً لاتفاقيات بين البلديات ووزارة التخطيط، دون أن يكون هناك انتقاص من حصة أي مدينة.
من جهة أخرى تطرق “عون” إلى تلك الدعوات من داخل ليبيا وخارجها، المطالبة بضرورة استقلال المؤسسة الوطنية للنفط؛ مشددا على أنه لا يحق لأحد وخصوصا من خارج البلاد سواء كان مسؤولاً غربياً أو مبعوثاً دولياً، المطالبة باستقلاليتها.
وأشار “عون” إلى أن سلوك رئيس مجلس إدارة المؤسسة السابق، هو الذي أوحى للبعض بأن هناك انحيازاً وتدخلاً في التجاذبات السياسية، مؤكدا أن الوضع تغير الآن وأن المؤسسة مستقلة فعلياً، ومجلس إدارتها يضم أعضاء يمثلون المناطق الليبية.
وفيما يتعلق بأزمة نقص الوقود، أكد “عون” أن وزارته ترسل كميات كافية إلى جميع المناطق عبر مؤسسة النفط وشركة البريقة التابعة لها، مرجعا الأزمة إلى ما يتم تداوله من عمليات تهريب واسعة للوقود، بعد خروجه من مستودعات البريقة بإجراءات موثقة.
وعن معدلات إنتاج النفط، قال “عون” إنه يسجل حالياً 1.2 مليون برميل في اليوم، فضلاً عن تصدير نحو 300 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً إلى إيطاليا، مستبعدا تأثر قطاع النفط خلال الفترة المقبلة بأي توترات ترتبط بالصراع بين الفرقاء الليبيين، أو حلفائهم الدوليين من المنخرطين في الأزمة الأوكرانية، قائلا إن كل الأطراف الليبية تضررت وبات هناك شبه اقتناع كامل بضرورة تحييد النفط، وتحريره من الارتهان للصراعات الراهنة المحلية والدولية.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط