مع تصاعد خلافاته مع عون.. صنع الله يعلن القوة القاهرة على أكبر ميناءين نفطيين

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة على موانئ السدرة وراس لانوف وحقل الفيل واستمرار حالة القوة القاهرة في ميناءي البريقة والزويتينة

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إننا حاولنا تجنب إعلان حالة القوة القاهرة إلا أن تنفيذ التزاماتنا أضحى أمراً مستحيلا
وأضاف صنع الله أنه صار من المستحيل تغذية محطات الكهرباء الزويتينة وشمال بنغازي والسرير باحتياجاتها من الغاز الطبيعي لارتباط إنتاج النفط الخام بالغاز من حقول شركتي الواحة ومليته .

وأشار صنع الله إلى أن المؤسسة تواجه تحديات متمثلة في عدم قدرتها على تغطية احتياجات المرافق الحيوية في البلاد بالمحروقات موضحا أن مبادلة النفط الخام من الإنتاج المتاح بالوقود السائل أصبحت على المحك نتيجة انخفاض الإنتاج وعدم تغطية حساب المحروقات بالدولار بسبب رفض المصرف المركزي ووزارة المالية تسييل المخصصات .

وتوقع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط استفحال الأزمة في موسم الصيف ما لم يتم استئناف إنتاج النفط أو معالجة العجز الحالي لحساب المحروقات حسب قوله.

واتهمت وزارة النفط والغاز رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بإثارة البلبلة ووضع الشعب اللـيبي في وضع الخائف من نفاد الوقود، داعية إلى محاسبته على ما أسمته جرائم اقتصادية وكوارث فنية لمكامن الحقول النفطية والتعسف ضد العديد من العاملين.
وكان وزير النفط محمد عون أبدى استياءه من “حجب” رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله معلومات الإنتاج عنه.

في المقابل اتهم صنع الله الوزير عون بأنه يعيش حالة إنكار للواقع وأنه يحاول الاسترفاد بالحكومة ويتلاعب بالحقائق ويتناقض في تصريحاته ويشوه الأحداث وينكر الثوابت ويعيش في ضيق هواجسه بحسب ما نشرته المؤسسة عبر صفحتها الرسمية.

ومن قبلها اتهمت وزارة النفط والغاز رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بحجب 10 مليارات و900 مليون عن خزينة الدولة لمدة 16 شهرا عند شركات أجنبية ما أدى إلى خسارة ليبيا عشرات الملايين من الدولارات.

وأضافت الوزارة أن صنع الله حجب معلومات وبيانات عنها بخصوص الكميات التي تنتجها ليبيا من النفط والغاز رغم توجيهه في العديد من المرات من رئاسة الوزراء ولكنه مستمر في تعنته وتحديه حتى لرئاسة الحكومة، حسب تعبيرها.

وتوترت العلاقة بين رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ووزير النفط والغاز بعدما أصدر الأخير عدة قرارات تضمنت إحالة صنع الله إلى التحقيق الإداري ووقفه عن العمل بسبب عدم التقيد بالإجراءات والضوابط الخاصة بأخذ الإذن المسبق من وزير النفط والغاز عند مباشرة أي مهمة عمل رسمية، وعدم تقديم التقرير اللازم بشأن المهام الداخلية، وعدم التقيد بالتسلسل الإداري في المخاطبات الإدارية بالإضافة إلى مخالفات إخرى ذكرها نص القرار رقم 50 لسنة 2021.

وتصاعد التوتر بين عون وصنع الله في الفترة الأخيرة، خاصة بعدما زاد إلحاح الوزير على طلبه من الحكومة إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط وإعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة.

وفي المقابل اعتبر صنع الله في تصريح لوكالة بلومبرغ الأمريكية، ان وزارة النفط والغاز عبء ثقيل على مؤسسة النفط، وأن الأخيرة ستكون أفضل حالا لولا وجود وزارة النفط، مشددا على أنه لا يمكن لوزير النفط أو أي شخص آخر التشكيك في شرعية مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.

وإضافة إلى التصريحات والتصريحات المضادة وتبادل الاتهامات بطريقة علنية، بلغ الخلاف بين الرجلين حد التضارب في القرارات، ففي حين أصدر صنع الله في يناير الماضي، قرارات بإنهاء عمل بعض رؤساء الشركات المملوكة للمؤسسة، وعلى رأسهم رئيس شركة أكاكوس للعمليات النفطية أحمد عمار، أصدر عون قرارا مضادا باستمرار عمار في منصبه، بحجة أن القرار صدر عن غير ذي صفة، لأن صنع الله لا يملك صلاحيات رئيس المؤسسة منذ 14 نوفمبر 2021، بموجب قرار وقفه عن العمل.

وجمع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة في سبتمبر الماضي عون وصنع الله للاستماع لشكاواهما ثم أعطى تعليماته لمعالجة الإشكاليات التي تم سردها، وعدم السماح بتكرارها مهما كانت الأسباب، بعدما ألغى قرار عون وأبقى على صنع الله في محاولة لنزع فتيل الصراع بينهما.

وتواجه ليبيا أزمة حادة في تراجع إنتاج النفط، فقد أغلقت منذ أبريل الماضي مجموعات محلية وقبلية ستة حقول وموانئ في شرق ليبيا، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة مليشيات خليفة حفتر، احتجاجاً على استمرار رئاسة عبد الحميد الدبيبة للحكومة في طرابلس، وعدم تسليمه السلطة إلى الحكومة الجديدة المعينة من مجلس النواب.

وأوضحت المؤسسة الوطنية للنفط في آخر تحديث لها أن الخسائر الناجمة عن الإغلاقات تجاوزت 16 مليار دينار ليبي، و أن الإنتاج انخفض وانحدر بشكل حاد؛ حيث تراوحت الصادرات اليومية بين 365 إلى 409 ألف برميل في اليوم بانخفاض وقدره 865 ألف برميل في اليوم عن معدلات الإنتاج في الظروف الطبيعية ، علاوة على فقدان 90 مليون قدم مكعب في اليوم من غاز حقل الفارغ ونحو 130 مليون قدم مكعب في اليوم من الغاز الطبيعي لحقول أبوالطفل.

وتواجه معظم مدن ليبيا انقطاع الكهرباء لمدة تصل إلى 12 ساعة يومياً، بسبب توقف بعض المحطات نتيجة توقف إمدادات الوقود من الحقول النفطية.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة