العربي الجديد: مقترح من السفير الأمريكي لنزع فتيل الأزمة في ليبيا يلاقي قبول القوى الدولية الفاعلة

كشف موقع العربي الجديد عن كواليس تحركات قادها السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند توصلت إلى تفاهمات لاقت قبولاً لدى غالبية القوى الدولية الفاعلة في الملف الليبي.

وقال الموقع إن المقترح الذي ما يزال في مرحلة التجهيز وتوفير الضمانات اللازمة لتنفيذه، يهدف للخروج من المأزق ومنع الاحتراب مجدداً في ليبيا، خصوصاً في ظل عمليات التحشيد من جانب الطرفين.

وأوضح الموقع أن المقترح الذي قدّم نورلاند تفاصيله لكل من الدبيبة وباشاغا، خلال لقاءات جمعته بكل منهما على حدة، يتضمن استمرار حكومة الوحدة الوطنية بتشكيلها الحالي، مع إدخال تعديلات طفيفة عليه، وتقديم خريطة زمنية واضحة بإجراء الانتخابات خلال مدى لا يتجاوز نهاية العام الحالي، شرط التعهد كتابياً من جانب الدبيبة بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأوضح العربي الجديد أنه في ما يخص الحكومة الجديدة، برئاسة باشاغا، التي منحها مجلس النواب الثقة، فإنه من المقرر وفقاً للمقترح الأميركي، تقديم اعتذار عنها، على أن يترشح باشاغا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعم وتوافق دولي من كافة الأطراف الفاعلة في الملف الليبي.

وكان السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، قد كشف عن لقاء له بكل من الدبيبة وباشاغا في سياق التوترات السياسية المستمرة في ‎ليبيا، وأكد ثقته في رغبة القياديين في تجنّب تصعيد العنف وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

وقال نورلاند إنه شجع كلاً منهما على النظر في السبل التي يمكن من خلالها إدارة شؤون البلاد، في وقت تُبذل فيه جهود، بتيسير من الأمم المتحدة، لاستعادة الزخم بسرعة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وذكر الموقع أن سحب روسيا بعضاً من مقاتلي مرتزقة “فاغنر” من ليبيا وبعض الدول الأفريقية وتوجيههم لمناطق القتال في أوكرانيا، وكذلك انشغال موسكو بأزمتها، أدى إلى تغيرات في موازين القوى على الأرض، خاصة في ظل انحياز الإدارة الأميركية والقوى الأوروبية إلى المحسوبين على معسكرها.

وأشار العربي الجديد إلى تراجع الدعم بشكل واضح للقوى التي ترتبط بشكل وثيق بروسيا، والذي يتركز في شرق ليبيا، وعلى رأسها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر، والذي كان يمثل للحكومة المكلفة عنصر قوة، مشيرا إلى أن الانسحاب الروسي صاحبه موقف تركي أكثر فاعلية وتأثيراً، في ظل محاولات أنقرة مد علاقاتها مع جميع الأطراف.

وأوضح الموقع أن المسؤولين الأتراك لم يصطدموا بباشاغا، رغم ميلهم إلى حكومة الدبيبة، وهو ما ظهر في التعليق الصادر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ليبيا، والذي أكد خلاله أن بلاده ترتبط بعلاقات جيدة بكل من باشاغا والدبيبة، وكلاهما من أصدقاء أنقرة.

وبحسب العربي الجديد فإن الطرح الأميركي الجديد لقي قبولاً لدى فرنسا التي تقف مع مصر في خندق واحد، يتعلق بدعم باشاغا وحكومته، حيث كانتا أكثر الداعمين له.

وأكد الموقع أن إيطاليا أيضاً أبدت قبولاً بالتصور الأميركي، مؤكدة ضرورة حصول توافق ليبي – ليبي بشأنه لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منه وتجنيب ليبيا الحرب وفق العربي الجديد.

وأشار الموقع إلى أن مصر ترغب في الحصول على حصة من مشروعات إعادة الإعمار في ليبيا، بعد أن تستقر الأمور ويتم انتخاب حكومة جديدة. وهو ما يجعلها تحرص على أن تكون طرفاً مؤثراً في اختيار تلك الحكومة، لكن الأهم من حصة إعادة الإعمار هو الاستقرار الأمني في الجارة الغربية، وضمان عدم تحول ليبيا إلى مصدر تهديد لمصر، من خلال كونها حاضنة لأي قوى معادية وفق العربي الجديد.

واختتم الموقع أن المساعي التي تقوم بها الدول الكبرى لديها فرصة جيدة لتحقيق السلام الاجتماعي في ليبيا ما سيعود بالفائدة على الجميع حسب وصفه.

المصدر: موقع العربي الجديد

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة