مؤسسة بحث أمريكية تدعو واشنطن إلى مواجهة النفوذ الروسي في ليبيا عبر المناورات

قالت مؤسسة “راند” البحثية إنه على القوات الجوية الأمريكية أن تبدأ التخطيط الاستباقي لترسيخ نفسها كشريك أساسي للقوات الجوية الليبية ومواجهة نفوذ موسكو في ليبيا، حيث من المرجح أن تنمو المجموعة شبه العسكرية الروسية “فاغنر”.

وأوضحت المؤسسة الأمريكية في تقرير لها بعنوان “الوجود الروسي المتزايد في إفريقيا: تقييم جيوستراتيجي”، أن ليبيا أصبحت حالة فريدة في العلاقة الناشئة بين الولايات المتحدة وروسيا في إفريقيا، حيث تورطت موسكو في حالة الفوضى الليبية عبر زرع الألغام ونشر أكثر من 12 طائرة مقاتلة دعما لخليفة حفتر.

وأشارت مؤسسة “راند” إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض في ديسمبر 2021 عقوبات على مجموعة فاغنر، متهما إياها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا، وربط الاتحاد مجموعة فاغنر بـ”يفغيني بريجوزين” المقرب من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وعاقبته واشنطن بسبب الوقوف وراء تمويل هؤلاء المرتزقة.

وحذرت المؤسسة الأمريكية من أن هدف روسيا بعيد المدى في ليبيا قد يكون إنشاء أنظمة دفاع جوي يمكن أن تتحدى وصول حلفاء الولايات المتحدة إلى أي أزمة، وشددت على ضرورة أن ترفع القوات الجوية الأمريكية الأولوية الممنوحة لليبيا للحماية مما سمته تأثيرات النفوذ الروسي الأكبر في هذا البلد ذي الأهمية المركزية وفق قولها.

وأوضحت “راند” أن الخطوات المبكرة التي يجب أن يتخذها سلاح الجو الأمريكي تشمل “المناورات والتخطيط الاستباقي”، وقالت إن الوصول إلى المجال الجوي الليبي يعد أمرا مهما لمصالح الولايات المتحدة جزئيا بسبب موقعها بين القواعد الأمريكية في أوروبا ومناطق العمليات في المناطق الداخلية من إفريقيا.

وأشارت مؤسسة “راند” إلى أن القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا تفتقر إلى “صورة جيواستراتيجية شاملة” للنشاط الروسي في إفريقيا وما يعنيه بالنسبة لأهداف القيادة، ولفتت إلى أنه مع اكتساب روسيا نفوذا، ستحتاج واشنطن إلى ضمان وصولها إلى مجموعة أوسع من المطارات في إفريقيا لتجنب التشابكات المحتملة مع روسيا.

وقالت “راند” إن على الولايات المتحدة أيضا أن تسعى لتحسين العلاقات العسكرية مع جيران ليبيا وعلى الأخص الجزائر ومصر، مشيرة إلى أنه في السنوات الأخيرة، زادت مبيعات الأسلحة الروسية وتحويلاتها إلى الدول الأفريقية من 500 مليون دولار إلى أكثر من ملياري دولار سنويا وما يقرب من 90% منها مبيعات للجزائر ومصر.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة