مسؤول تركي سابق: الأمم المتحدة لم تمارس دورها وأصبحت أداة لتوجيه السياسة في ليبيا

قال رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق الأميرال “جهاد يايجي” إن الأمم المتحدة لم تكن فعّالة في ضمان السلام والاستقرار والأمن في ليبيا، ولم تسفر جميع البدائل التي قدمتها منذ 2015 عن نتيجة إيجابية.

وأضاف “يايجي” في مقال كتبه لموقع الجزيرة مباشر أن عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي منذ 2011 حال دون إنشاء بنية تحتية مؤسسية شاملة للجميع وتوفير الاستقرار، مشيرا إلى أن الاتفاق السياسي فشل في خلق التأثير المتوقع والتطورات الإيجابية، وعجز عن تحقيق الشمولية السياسية والاستقرار في البلاد وفق تعبيره.

وأكد رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق أن السبب الرئيسي وراء فشل الخطة الانتخابية، أن الشعب الليبي ليس هو من حدد تاريخ العملية الانتخابية، وأن أكبر مخاوف الشعب هو احتمالية انتخاب ديكتاتور جديد، حيث يعتقد جزء كبير من الليبيين أن الانتخابات والمواعيد التي يفرضها الغرب هدفها خلق ديكتاتور في ليبيا.

ووأضاف “يايجي” أن القوى العالمية التي تحاول تقديم مصالحها الاقتصادية والسياسية والنفطية لا تريد بناء ديمقراطية تكاملية في ليبيا، غير أن الجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة وفرنسا تفرض سياسات تهدف إلى تعظيم مصالحها الخاصة في المنطقة، والبرنامج الانتخابي الأخير هو أحد الأمثلة الصريحة على هذه الحقيقة.

وقال رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق الأميرال “جهاد يايجي” إن تحديد موعد الانتخابات في 24 ديسمبر ليس قرارا اتخذه الليبيون، إذ تم اتخاذ قرار إجراء الانتخابات في اجتماع منتدى الحوار السياسي بقيادة الأمم المتحدة في نوفمبر 2020 وقد أدى ذلك إلى تحديد برنامج انتخابي خاطئ جداً وفق تعبيره.

وأشار المسؤول التركي السابق إلى أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لم يتوصلا إلى توافق في الآراء حول القانون الذي سيحدد البنية التحتية القانونية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وقال إن الإعلان بأن الانتخابات البرلمانية ستُجرى بعد شهر من الانتخابات الرئاسية قرار خطير للغاية وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وأوضح “يايجي” أن إجراء الانتخابات البرلمانية أولا وبالتالي بناء التكامل السياسي، سيكون خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تغير واقع الانقسام والصراع في البلاد إلى بيئة الحوار، مرجحا أن يؤدي إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً إلى مخاطر مؤسسية واجتماعية على حد سواء حسب قوله.

وقال المسؤول التركي السابق إنه بالنظر إلى الخلافات والنزاعات في العملية الانتخابية المؤجلة لم يتم تحديد قواعد الانتخابات والمعني بتطبيقها، ولم تتم تسوية الخلافات المتعلقة بالمترشحين، ولم يتم التغلب على الاستقطاب الذي تغذيه القوى الأجنبية، ولم يتم التوصل إلى توافق بشأن الممارسة السياسية الشمولية.

وقال رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق إن الأمم المتحدة لم تمارس دورها كما يجب، بل أصبحت أداة بيد القوى العالمية لتوجيه السياسة في ليبيا، وبات جلياً أن البرنامج الانتخابي الذي تفرضه هذه القوى يهدف إلى خلق ديكتاتور جديد، إذ وضعت الأمم المتحدة برنامجاً انتخابياً وتاريخاً انتخابياً يهمّش إرادة الشعب الليبي.

وشدد “جهاد يايجي” على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية بعد إنشاء برلمان يعكس إرادة الشعب الليبي، ومنح المترشحين فرصة حتى يُجروا حملاتهم الانتخابية في فترة طويلة قبل هذه الانتخابات ويشرحوا للجمهور سياستهم وخرائط طريق تخرج البلاد من تحدياتها في حملاتهم الانتخابية والحصول بالتالي على دعم الجمهور.

وقال “يايجي” إنه الضروري أن تضمن الانتخابات البرلمانية انسجام القبائل وتوازن القوى بشكل صحيح، لأن البرلمان الذي يضمن التمثيل العادل والمتوازن للقبائل سيبني الحوار في ليبيا، ويتمخض من المترشحين المؤهلين والديمقراطيين رئيساً، مؤكدا أهمية الاستجابة لطلب الشعب الليبي ضمن الإطار الديمقراطي وبديناميات اجتماعية.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة