قال موقع أفريكا أنتليجنس الاستخباراتي إن صدام حفتر تولى مسؤولية عودة مدير مكتب القذافي سابقا بشير صالح إلى سبها في 13 نوفمبر الجاري بعد عقد من النفي القسري في فرنسا وجنوب إفريقيا والإمارات العربية المتحدة.
وقال الموقع الفرنسي إن ما فعله صدام حفتر يلمح إلى اتفاق انتخابي يمكن أن يعزز قبضة خليفة حفتر على منطقة فزان، وأشار إلى أن بشير صالح سافر مباشرة من مطار دبي إلى مطار تمنهنت في الجنوب على متن طائرة رجال الأعمال فالكون 50EX التي تديرها شركة Sonnig International Private Jet (SIPJ) ولم تتوقف في مطار معيتيقة.
وأشار “أفريكا أنتليجنس” إلى أن هذه الشركة ومقرها الإمارات تعطي لصدام حفتر الأولوية لاستخدام هذه الطائرة، وقد أصبحت منذ 2018 أكبر مزود لخليفة حفتر، وقال إن لديها عملاء آخرون لكنها تهتم بشكل خاص به، حتى أنها ركبت مشغل قاعدة ثابتة لطائراتها في مطار بنينا في بنغازي وزودت مليشيات حفتر بطائرة تدريب عسكرية من طراز L-39 .
وأضاف الموقع الاستخباراتي أنه بعد يوم على وصول بشير صالح إلى سبها، أودع سيف الإسلام القذافي ملف ترشحه في الانتخابات الرئاسية في فرع مفوضية الانتخابات بالمدينة، وأكد أن معسكر حفتر لم يفعل شيئا لمنعه مع أن صدام حفتر لا يزال يسيطر على سبها حيث تلقى اللواء 106 الذي يتولى قيادته تعزيزات كبيرة من كتيبة طارق بن زياد.
وقال “أفريكا أنتليجنس” إن العلاقة بين حفتر والقذافي لم تكن واضحة أبدا لكن التوقعات للانتخابات الرئاسية قد تدفع المعسكرين إلى التقارب، حيث تتداخل القواعد الانتخابية إلى حد كبير، وأضاف أنه من خلال الدخول في السباق بشكل منفصل، سيتمكن حفتر وسيف الإسلام من دعم بعضهما ويضمن كل منهما مصالح الآخر إذا تم إبعاد أي منهما عن السباق.
وأكد الموقع الفرنسي أنه هذا السيناريو الذي لا يزال افتراضيا إلى حد ما، يمكن أن يلعب بشير صالح دور الوسيط، حيث كان مستشار ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في الشأن الليبي منذ 2019، وقال إن بن زايد، الذي بات يدرك ضعف حفتر، يبذل كل ما في وسعه لإقناعه بتشكيل تحالفات سياسية، وبالتالي يمكن تكليف صالح بالعمل لتسهيل صفقة مع معسكر القذافي، الأمر الذي قد يناسب لاعبين آخرين مثل موسكو، التي طالما دعمت حفتر وراهنت كثيرا على عودة سيف القذافي إلى الساحة السياسية.
وأشار “أفريكا أنتليجنس” إلى أن عودة بشير صالح ستسمح أيضا لصدام حفتر بإحكام قبضته الفضفاضة على منطقة فزان، التي تخضع أجزاء منها فقط لسيطرتهم، موضحا أن صالح الذي ينحدر من منطقة مرزوق لديه فهم من الداخل للعلاقات المعقدة والمنافسات بين مجتمعات التبو و وألاد سليمان والطوارق في المنطقة، والتي يأمل قادتها في إقناعهم بتجديد ولائهم لحفتر والالتفاف خلفه أثناء الانتخابات.