شيعت جنازة أحد مهندسي تفكيك الألغام العميد فوزي الزروق، الذي وقع ضحية للألغام وودعته عائلته بالزغاريد بعد أكثر من أسبوعين قضاها في قسم العناية المركزة إثر انفجار لغم أرضي فيه أثناء تفكيكه للألغام التي زرعتها مليشيات حفتر ومرتزقة فاغنر جنوب العاصمة. ألغام حفتر تسقط 110 ضحايا ومفككوها يدفعون أرواحهم ثمنا لها حوادث تفجير الألغاموصرح رئيس قسم التوعية ومساعدة الضحايا بالمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب خالد الواداوي في مؤتمر صحفي بأن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة الألغام منذ 22 مايو الماضي بلغ 110 ضحايا بينهم 39 قتيلا؛ مؤكدا أنهم أصيبوا جراء 53 حادثة انفجار لألغام زرعتها مليشيات حفتر وعصابات فاغنر في جنوب طرابلس. ضحايا من فنيي التفكيكوقال خالد الواداوي إن من بين ضحايا انفجارات الألغام 50 فنيا من الفرق التي تعمل على إزالة الألغام وهو ما يعادل 46% من إجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا في مناطق عين زارة وصلاح الدين وطريق المطار ومشروع الهضبة وخلة الفرجان والأحياء البرية؛ مناشدا المدنيين من سكان تلك المناطق التريث وعدم العودة إلى بيوتهم في الوقت الراهن؛ بحسب رئيس قسم التوعية. ألغام حفتر وداعشوأكد رئيس الغرفة الميدانية لنزع الألغام بجهاز المباحث الجنائية أحمد بعيو أن ما وجدوه في جنوب طرابلس من الألغام أكثر وأخطر من الألغام التي وجدوها في سرت بعد هزيمة تنظيم الدولة؛ مشيرا إلى أن رجال المتفجرات من إدارة الهندسة العسكرية وجهاز المباحث الجنائية والدعم المركزي دفعوا ثمنا كبيرا جدا باستشهاد مجموعة من عناصرهم. إقرأ أيضاًالمبعوث الأممي.. “المهمة المستحيلة” في ليبيا17 يناير، 2021 مضادات دبابات لقتل البشراستخدمت مليشيات حفتر الألغام المضادة للدبابات وهي الأكبر حجما والأخطر من حيث التفجير، والأكثر تناثرا للشظايا، وبحسب المتحدث باسم إدارة الهندسة العسكرية العقيد مهندس عمر الرطب فإن قوة تفجيرها كبيرة جدا، لكونها مصممة أصلا ضد الدروع، واستعملتها مليشيات حفتر ضد الأفراد، في شكل تفخيخ وشراكات خداعية ما أوقع عددا من الخبراء في شراكها بالخطأ؛ فضلا عن المدنيين الذين وقعوا في شراكها. لا يزال سلاح الألغام الغادر يقتل ويشوه الناس في المناطق التي كانت تحت سيطرة مليشيات حفتر المعتدية وسيستمر السباق بين آلة الفتك والدمار التي تنشر الرعب والهلاك؛ وبين مهندسي التفكيك الذين ينشرون الأمن والسلام.