نعى رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج رحيل رئيس الوزراء الأسبق عبد الرحيم الكيب، مؤكدا أن الوطن فقد أحد أبنائه الأوفياء المخلصين.
وأضاف السراج في بيان له أن البلاد تخسر بغياب الكيب مثالا من تحمل المسؤولية والالتزام بمصلحة الوطن وقضاياه، وقيمة إنسانية وسياسية وعلمية كبيرة.
ووصف رئيس المجلس الرئاسي الكيب بالنقي والودود والشفاف الذي لا يحمل في قلبه حقدا أو ضغينة والصريح والواضح في مواقفه.
البعثة: الفقيد منحاز للوطن
وأعربت بعثة الأمم المتحدة عن عزائها ومواساتها للشعب الليبي ولأسرة الفقيد عبد الرحيم الكيب.
وتابعت في تغريدة لها أن الفقيد كان أستاذًا جامعيًا، وأكاديمياً مميزاً، وسياسيًا مرموقًا، مغلبًا مصلحة الوطن، مؤمنًا بالحوار والتوافق.
باشاغا يواسي أسرة الكيب
من جهته، تقدم وزير الداخلية فتحي باشاغا بالتعازي والمواساة لأسرة الفقيد الدكتور عبد الرحيم الكيب، داعيا له بواسع الرحمة والمغفرة.
زميل الكيب: نزيه مخلص بشوش
عزى رئيس الوزراء الأسبق ووزير الكهرباء في حكومة الكيب، عوض البرعي، أسرة الفقيد، شاهدا له بالوطنية والنزاهة والإخلاص والمحبة للوطن، خلال تلك الفترة التي جمعته به.
وتابع “حتى عندما أختلف معه في إحدى القضايا المطروحة في اجتماع رئاسة الوزراء، يأتي في نهاية الاجتماع بوجه بشوش ويسلم ويعانق وكأنه يقول إن خلافنا لا يفسد للود قضية”.
رفيق الكيب: نظيف اليد
من جهته، أعرب وزير الاتصالات في حكومة الكيب، أنور الفيتوري، عن حجم فقد الوطن برحيل عبد الرحيم، مضيفا أنه عرفه زميلا وصديقا وأخا أثناء عمله وبعد مغادرة العمل السياسي.
وشهد الفيتوري للكيب بالصدق وبشاشة الوجه والود والتواضع ونظافة اليد وحب الوطن، معزيا أسرته في مصابهم وليبيا كلها في فقدان أحد أبناء ليبيا الشرفاء.
كما عزى المبعوث الأممي السابق طارق متري والمحلل السياسي أشرف الشح أسرة الفقيد، وأشادا بأخلاقه ومهنيته وإخلاص.
وتوفي الكيب اليوم صباحا في إحدى الولايات الأميركية، إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز السبعين عاما.
وتولى الكيب أول رئاسة للوزراء في أعقاب ثورة 17 فبراير بعدما انتخبه المجلس الانتقالي الليبي حينها رئيسا للحكومة الانتقالية، وظل في منصبه حتى سبتمبر 2012.
وساهمت حكومة الكيب في إدماج الثوار وعلاج جرحاهم بالخارج ومحاولة هيكلة الأجهزة الأمنية، وطاردت قيادات نظام القذفي واسترجعت عددا منهم، وأشرفت على أول انتخابات لليبيا منذ 40 عاما إبان نقل السلطة إلى المؤتمر الوطني العام.
وسلم الكيب السلطة بعد نجاح انتخابات المؤتمر الوطني العام في 2012 التي أشرفت عليها حكومته، وعاش بين أهله في طرابلس، وحفر في ذاكرة الليبيين صورة مشرفة للمسؤول الذي يسلم السلطة طواعية في مشهد لم يألفه المواطنون في ليبيا وسائر المنطقة.
وعرفت عن الراحل مواقف مشرفة كثيرة آخرها رفضه للعدوان الذي شنه حفتر على طرابلس، حينما ألقى كلمة متلفزة عبر شاشة ليبيا الأحرار استنكر فيها بشدة هجوم حفتر ووصفه بالانقلاب.
ولد الكيب بطرابلس عام 1950 وأصوله من صبراتة، وتخرج في جامعة العاصمة مهندسا في الكهربائية، ونال الماجستير والدكتوراه في المجال من أمريكا ودرس هناك بجامعاتها.
خرج رئيس الوزراء الأسبق معارضا للقذافي من ليبيا عام 1976، واستقر بأمريكا، وظلت أسرته في البلاد، وبقي يلتقيها في العطلات خارج الوطن نظرا للتضييقات التي يفرضها القذافي.
وحصل الكيب على عديد من الجوائز في تخصصه، وعين بمناصب عدة في مجاله في جامعات أمريكية وخليجية، كما درس في جامعة طرابلس أيضا.