واشنطن وتونس تؤكدان ضرورة العودة للحل السياسي بليبيا

أكد وزير الخارجية التونسية نور الدين الري موقف بلاده الداعي إلى ضرورة العودة إلى الحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة الليبية بعيدا عن أي تدخل أجنبي .

جاء ذلك خلال لقائه مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية كلارك كوبر الثلاثاء في تونس، اتفق فيه الجانبان على ضرورة استئناف المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، ووقف إطلاق النار، ودفع الجهود في اتجاه إيجاد حل ليبي ليبي يضمن تسوية سياسية دائمة للأزمة.

وأعرب بالثالث من مارس سفير أمريكا ريتشارد نورلاند عن تطلع بلاده إلى تعيين خليف للمبعوث الأممي غسان سلامة لمواصلة عمله واستئناف الحوارات الأمنية والسياسية والاقتصادية بين الليبيين، مؤكدا أن المحادثات التي تيسرها البعثة تؤكد إمكانية تحقيق مستقبل أكثر إشراقا.

واقترح رئيسا تونس والجزائر قيس السعيد وعبد المجيد تبون في الثاني من فبراير مباردة لجمع الأطراف الليبية لحل الأزمة ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات، مشترطين لتنفيذ مقترحهما موافقة الأطراف الدولية المسيطرة على القرار في ليبيا سواء من الأمم المتحدة أو الدول الأوروبية، حسب قوله.

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين الماضي أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش، تلقى رسالة إلكترونية من ممثله في ليبيا غسان سلامة يعرب فيها عن اعتزامه ترك منصبه رئيسا للبعثة الأممية في ليبيا.

وغرد الأحد سلامة في حسابه الرسمي على تويتر بأنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة إعفاءه من مهامه بسبب وضعه الصحي، بحسب قوله.

وتعثرت في السادس والعشرين من فبراير المحادثات السياسية في جنيف بعدما أصر سلامة على إطلاقها في حضور الشخصيات المستقلة والنساء وممثلي المكونات وبغياب الأطراف الرئيسية على غرار مجلس النواب والأعلى للدولة.

وصوت المجلس الأعلى للدولة في 22 فبراير على تعليق مشاركته بمحادثات جنيف، واشترط لاحقا رئيسه خالد المشري تحقيق تقدم في المحادثات العسكرية، وأكد تواصل تعليق المشاركة إلى حين ظهور نتائج الجولة العسكرية الثالثة في مارس الجاري.

واتخذ مجلس النواب بطرابلس موقفا مماثلا وأعلن قبيل انطلاق المحادثات في السادس والعشرين تعليق المشاركة في المحادثات نفسها مادام وقف النار متواصلا والمدنيون نازحين، مؤكدا شرط انسحاب حفتر كأساس قبل أي حوار.

وأعلنت بـ25 فبراير بعثة الأمم المتحدة توصلها رفقة اللجنة العسكرية 5+5 إلى مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار ومراقبته وعودة المدنيين على أن تعرض المسودة على قيادات الطرفين لمزيد من التشاور والاستئناف بجنيف مجددا في مارس، بينما تنفي لجنة الوفاق الاتفاق على أي مسودة.

وترى صحيفة لبيراسيون الفرنسية نقلا عن المنسقة بمعهد ليبيا للتحليل ريحانون سميث، إن توقيت استقالة غسان سلامة يعكس حقيقة أن مبادرة برلين قد فشلت إلى حد كبير، إذ لم يجر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والمفاوضات بين الليبيين متوقفة، وحفتر يمنع صادرات النفط.

ويعد المساران السياسي والعسكري من نتائج مؤتمر برلين الذي ختم أعماله بـ19 يناير الماضي بحث جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أنشطة تفاقم الوضع أو تتعارض مع الحظر الأممي للأسلحة أو وقف إطلاق النار، بما في ذلك تمويل القدرات العسكرية أو تجنيد المرتزقة، فضلا عن دعوة مجلس الأمن الدولي إلى “فرض عقوبات مناسبة على الذين يثبت انتهاكهم لإجراءات وقف إطلاق النار، وضمان تطبيق تلك العقوبات”.

ويعقب برلين بأيام محادثات موسكو برعاية روسيا وتركيا بعد مبادرة تبنتها الدولتان وأعلنها الرئيسان رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين لوقف النار في ليبيا بـ12 يناير الجاري واستجابت لها قوات الوفاق ومليشيات حفتر مع خروقات متفاوتة دون انهيار للتهدئة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة