بين فاغنر والنفط والانتخابات، ما هي أولويات واشنطن في ليبيا؟

يعود الملف الليبي إلى طاولة اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، الذي ترجم في زيارات لشخصيات مسؤولة ورفيعة المستوى لطرابلس ولقاء “الدبيبة” التي جرى من خلالها التطرق لملفات عدة، أبرزها النفط وفاغنر.

الـC.I.A في طرابلس
في زيارة مفاجئة تعد الأولى من نوعها لرئيس الاستخبارات الأمريكية “وليام بيرنز” أكد الأخير علي ثلاث ملفات رئيسية وهي مكافحة الإرهاب والنفط والغاز والعلاقات مع روسيا ومجموعة المرتزقة الخاصة “فاغنر”.

من جهته، قال موقع أفريكا أنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي إن غرض الزيارة إلى طرابلس هو التحذير من نفوذ مجموعة “فاغنر الروسية” في عديد من الحقول النفطية في ليبيا.

وأضاف الموقع أن واشنطن قلقة من سيطرة فاغنر على العديد من حقول النفط، والذي يمنح روسيا نفوذا جديدا في سوق الطاقة.

كما جاءت الزيارة تحذيرا من أي محاولة لإغلاق المواقع النفطية وضد استخدام القوة لعرقلة العملية الانتخابية، والدفع بشكل خاص لتعيين الدبلوماسي الأمريكي “كينيث غلوك” في المرتبة الثانية كمساعد رئيس في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

أمريكا والانتخابات
وحول الانتخابات، قالت الخارجية الأمريكية إنها تتواصل بانتظام مع القادة الليبيين للتأكيد على الحاجة إلى الوحدة الوطنية وضرورة الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات دون مزيد من التأخير.

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” في حوار خاص أجراه مع قناة “ليبيا الأحرار”، أكد استمرار بلاده في الانخراط والوقوف إلى جانب الشعب الليبي في إكمال الثورة الديمقراطية التي بدأها منذ أكثر من عقد، وفق تعبيره.

وأشار “برايس” إلى أن القادة الليبيين مسؤولون عن حل المأزق السياسي الحالي واستكمال الانتقال السياسي في ليبيا.

وعن اتفاق رئيسي المجلسين قال المتحدث باسم الخارجية إن رسالة بلاده واضحة وتقوم على الرغبات المعلنة لليبيين في رؤية اتفاق سياسي يؤدي إلى الاستقرار والوحدة ومسار قابل للتطبيق نحو انتخابات ذات مصداقية، على حد قوله.

يعزز ذلك ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي في لقاءه مع نظيره المصري “سامح شكري” أكد فيه على على دور مصر المهم فى الشرق الأوسط كلاعب أساسى وركيزة للاستقرار و أن ” الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما فى ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة لتمكين الانتخابات فى ليبيا فى أقرب وقت ممكن.

الانقسام والعجز الحكومي
ورأت المستشارة الخاصة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا “ستيفاني ويليامز” ، أن الانقسامات السياسية والمجتمعية مستمرة، وحقوق الإنسان منتهكة بشكل صارخ، والأسلحة وفيرة، والتدخل الأجنبي السلبي مستمر، واحتمال العودة إلى نوع الحرب واسعة النطاق.

وفي مقال نشرته مؤسسة «بروكينغز» الأمريكية، أضافت “وليامز” أن هذا الهدوء النسبي يوفر فرصة للولايات المتحدة والحلفاء المتشابهين في التفكير بالإضافة إلى العمل على العملية السياسية التي تبدو مستعصية على الحل للبناء على جهود ما قبل نزع السلاح والتسريح وإعادة الاندماج التي تم إطلاقها العام الماضي.

وأكدت وليامز أن الفشل في فهم الجماعات المسلحة ومعالجة قطاع الأمن بالكامل تقع مسؤوليته على عاتق الحكومات التي دعمت وسلحت ووجهت الكتائب المسلحة والتي كانت بحاجة إلى توفير “نصاب دبلوماسي” قوي ومنسق؛ لم يبذلوا أي جهد للقيام بذلك، مبينة أن إنشاء هذا الأمر يتجاوز بكثير قدرة الأمم المتحدة.

خلفيات الاهتمام الأمريكي
وتأتي الزيارة بعد أسابيع فقط من تسليم “حكومة الدبيبة” أبوعجيلة مسعود للولايات المتحدة الأمريكية التي قالت إنه مشتبه في ضلوعه في تفجير طائرة لوكربي عام 1988.

وفي جواب الخارجية الأمريكية حول دعوة واشنطن الحكومة الحالية إلى تسليم المزيد من “المتورطين” في قضية “لوكربي”، أوضح برايس أن الوزارة تعمل مع وزارة العدل للحصول على مزيد من المعلومات حول “بان إم 103” ولا يمكنه الإدلاء بأي معلومات في الوقت الحالي، وفق قوله.

المصدر: ليبيا الأحرار + أفريكا أنتليجنس+ مؤسسة بروكينغز الأمريكية

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة