“ويعجبني في الذكريات سخاؤها”.. شهرة واسعة لقصيدة “أبوحجر” على لسان العرب

شارك شاعر ليبي شاب في مسابقة أمير الشعراء بدولة الإمارات، ليدخل، إثر ذلك، مناكفة نحوية مع لجنة تحكيم المسابقة كان الصواب فيها لصالح الشاعر فيما ظهر مجانبة اللجنة الصواب، ما سبب تفاعلا عربيا واسعا حول القصة.

“ويعجبني في الذكريات سخاؤها”

الشاعر عبد السلام أبو حجر، (26 عاما)، شارك في مسابقة أمير الشعراء التي تقام في دولة الإمارات، لخوض تجارب الأداء ثم الانتقال والتأهل إلى مرحلة الأربعين، المعروفة بـ”الارتجال”.

أبو حجر، وبعد انتهائه من إلقاء قصيدته “التفات”، أشكل عليه رئيس لجنة التحكيم، علي بن تميم، حول رفع كلمة “سخاؤها” في عجز بيت قال فيه: “ويعجبني في الذكريات سخاؤها”.

من جهته، أوضح أبو حجر أن “سخاؤها” فاعل للفعل المضارع “يعجب”، وأن “ياء المتكلم” في محل نصب مفعول به، الأمر الذي قابلته لجنة التحكيم بالاستغراب والرفض، داعية المتسابق إلى التراجع وعدم الإصرار على موقفه في رفع “سخاؤها”

تفاعل عربي واسع

بعد نشر الحساب الرسمي لمسابقة أمير الشعراء المناكفة التي جرت بين المتسابق ولجنة التحكيم بساعات قليلة، تصدر اسم أبو حجر منصات التواصل الاجتماعي محليا وعربيا.

وأجمع متخصصون في اللغة على أن الصواب ما ذهب إليه أبو حجر، موضحين في الوقت ذاته أن رفع “سخاؤها” هو من بديهيات النحو.

تخميس ومعارضة

تعميقا للتفاعل، شارك شعراء عرب من دول عربية وإفريقية في القصة، خلال “معارضة” القصيدة تارة، وهي أن يؤلف شاعر أبياتا تحمل وزن قصيدة أخرى وقافيتها، ومن خلال “التخميس” تارة أخرى، وهو أن يكتب شاعر على قصيدة شاعر آخر في البيت الواحد 5 أشطر، للأشطر الأربعة الأولى قافية واحدة تتغير في الأبيات كلها، وقافية الشطر الخامس هي قافية القصيدة التي لا تتغير.

ويعد “التخميس” نوعا متأخرا من أنواع الشعر العمودي، يحيي من خلالها شاعر ما قصيدة شاعر آخر، أو يدافع عنها.

“التفات” بصوت فلسطيني

بعد التخميس والمعارضة، غنت الفنانة الفلسطينة، “لامار مرعب” قصيدة أبو حجر خلال فرقة موسيقية تستخدم الآلات العربية في صناعة ألحانها، متغنية بسخاء ذكرياته التي تجاوزت أروقة “أمير الشعراء” إلى غيرها، تفاعلا، وتخميسا، ومعارضة، وغناء.

خسارة بطعم الفوز

لم يتمكن أبو حجر التأهل إلى مراحل البث المباشر، وتعرض إلى الإقصاء بعد مراحل الارتجال، غير أنه في الوقت ذاته حظي بشهرة عربية وليبية واسعة، فيما تستكمل زميلته الشاعرة الليبية، فاطمة الزهراء عموم، من مدينة زلة، رحلة زميلها أبو حجر في تمثيل ليبيا خلال المسابقة.

ميلاد مثل جديد

أدت قصة “أبو حجر” إلى تعميق استخدام شطره، حتى بات معلوما لدى الجميع، ودفعت إلى استعماله في مجالات شتى، مثل التعبير عن الإعجاب بشيء ما، ولو على نحو ساخر، أو للدلالة على حضور خطأ نحوي في كلام منشور، أو خطبة متحدث.

المصدر: ليبيا الأحرار

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة